227 – مفهوم 15: النفاق قسمان
النفاق قسمان: نفاق أكبر، ونفاق أصغر.
– فالنفاق الأكبر يسمى أيضًا «النفاق الاعتقادي»، وهو يخرج صاحبه من الملة ويجعله في الآخرة في الدرك الأسفل من النار لو مات على ذلك، وحقيقته: أن يظهر الإنسان الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر، ويبطن ما يناقض ذلك كله أو بعضه، وهو النفاق الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن ليحذر منه ويذم أهله ويكفرهم؛ قال تعالى عنهم: (ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَفۡقَهُونَ) [المنافقون:3]، وهم أشد كفرًا وعداوة من الكفار الصرحاء كما قال تعالى عنهم: (هُمُ ٱلۡعَدُوُّ فَٱحۡذَرۡهُمۡ) [المنافقون:4]. ومن أهم صور النفاق الأكبر وصفات أهله:
1 – عداوة المؤمنين -كما في الآية السابقة- وكراهية انتصارهم على الكفار.
2 – بغض الرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به، والتولِّي عنه، وإيذاؤه أو عيبه ولمزه.
3 – الفرح والمسرة بهزيمة المسلمين وانخفاض دينهم.
4 – السخرية من المؤمنين لأجل إيمانهم وطاعتهم للرسول صلى الله عليه وسلم.
5 – لمز الشريعة الإسلامية، ووصفها بأنها قاسية وتناقض الإنسانية، ولا تصلح لزماننا.
6 – تولِّي الكفار، ومحبة تشريعاتهم المناقضة لشرع الله.
7 – محبة انتصار الكفار على المسلمين.
وما أوضح هذه الصفات في منافقي زماننا من: ساسة، وإعلاميين، وعلمانيين، وليبراليين؛ يدَّعون حب وطنهم وهم في الحقيقة أعداء للوطن ومصلحته بموالاتهم لأعدائه، ومعاداتهم لشرع الله والداعين له، وبنشرهم للفساد والفاحشة في أبناء الأمة، وبإفساد دينهم، ونفوسهم، وعقولهم، وأموالهم، وأعراضهم.
والنفاق الأكبر يكون إذا لم يظهره صاحبه إلا في لحن القول، أمَّا إذا أظهر النواقض السابقة ودعا إليها فيكون وقتها مرتدًّا تطبق عليه أحكام المرتد.
– والنفاق الأصغر يسمى أيضًا «النفاق العملي»، وهو أن يظهر على الإنسان بعض صفات المنافقين وأعمالهم مع وجود أصل الإيمان لديه. وقد نبَّه النبي صلى الله عليه وسلم على أخطر هذه الصفات بقوله: (آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان) [رواه البخاري (33، 6095)، ومسلم (59)]، وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: (أربع من كُنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر) [رواه البخاري (34، 2459)، ومسلم (58)]، وصاحب هذه الخصال شبيه في أعماله هذه بالمنافقين وإن لم يكفر باطنًا لأنه قد جمع نفاق العمل مع أصل الإيمان، ولكن إذا استحكمت هذه الصفات واكتملت فقد ينسلخ صاحبها عن الإسلام كُلِّيًّا ويكون منافقًا خالصًا، وحاصل الأمر أن النفاق الأصغر يرجع كله إلى اختلاف السريرة عن العلانية.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445