إن معركة الانتخابات في تركيا اليوم أعمق أثرا في مستقبل الأمة وشعوبها، وأشد خطرا مما يظنه السياسيون، ويتصوره الإعلاميون، فالقوى الغربية تعتبرها معركتها الاستراتيجية الأخيرة لإيقاف تركيا وإرجاعها لقمقم الضبط والسيطرة الغربي بعد قرن من الصراع التاريخي في تركيا بين الشعب التركي والغرب منذ الحرب العالمية الأولى، فهذا الهاجس التاريخي عند الغرب لم يفرق بين السلطان عبدالحميد في الخلافة العثمانية والرئيس أردوغان في الجمهورية التركية!

نص البيان

بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد:

هذا بيان للناس من علماء الأمة بشأن الانتخابات التركية، إذ لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة إليه، وإعمالا لقوله تعالى:

(وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) [النساء: 83].

ولما كانت قضية الانتخابات التركية واحدة من القضايا الإسلامية العامة التي يتأثر المسلمون بنتائجها داخل تركيا وخارجها، فإنه لا يسع أهل العلم منهم السكوت عن بيان الأمر فيها، وتقديم النصيحة بشانها.

ومن المعلوم  لكل متابع أن سياسة تركيا في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان عادت على المسلمين بنفع كثير، وأول المستفيدين أهل تركيا أنفسهم، إذ وفرت هذه السياسةُ الحرية والأمن للجميع، ورفعت الإصر الذي كان مفروضا على الحجاب وغيره، حتى تكاثرت فيها المساجد وكثر فيها حفظة القرآن، بالإضافة إلى ما حققته تركيا من الصعود القوي سياسيا حتى صارت فاعلا قويا على مستوى القضايا الإقليمية والدولية، وكذلك ما شهدته من نهضة اقتصادية كبيرة دخلت بها في الدول العشرين الأقوى اقتصاديا على مستوى العالم بعد ما كانت دولة متعثرة، أنتجت سيارتها الكهربائية محلية الصنع، واكتشفت مزيدا من حقول النفط والغاز التي ستقفز بتركيا –إن شاء الله- قفزات واسعة اقتصاديا وسياسيا، وكذلك ما أنجزته من نمو كبير في قوتها العسكرية وتصنيع أسلحتها من المدرعات والطائرات المسيرة وحاملات الطائرات، إلى جانب ما شهدته من نهضة صحية مع التزايد الواسع في عدد المستشفيات وارتقاء الخدمة الطبية التي كان يقف المواطنون في طوابير للحصول عليها.

وهذا كله يعود على المسلمين بالنفع العميم، في تركيا وخارجها. وإن الناخب التركي يعرف ويرى بنفسه حجم التحول الذي شهدته تركيا على يد الرئيس رجب طيب أردوغان.. فإن أي نظرة تُلقى على أحوال تركيا قبل عشرين سنة وأحوالها الآن لتشهد بالفارق الضخم بين الحاليْن، لقد باتت اسطنبول من أجمل مدن العالم بعد ما كانت غارقة في مشكلات المياه والصرف الصحي وانتشار القمامة!

وأما على مستوى العالم الإسلامي، فقد صارت مأمنا يأوي إليه كل من يعاني الظلم والاضطهاد في بلده، من أقصى الشرق من المسلمين الأويغور والروهينجا وحتى أقصى الغرب من المسلمين الذين يتخوفون على أنفسهم وأبنائهم من قوانين سحب الأطفال أو ظاهرة الإسلاموفوبيا. فلقي الكثير من المسلمين في تركيا أمنا وإكراما وعدالة، بما في ذلك جمع عظيم من علماء المسلمين وخيارهم وأصحاب الدين والكفاءات منهم، ومُنِح العديد منهم إقامات طويلة أو أصبحوا جزءا من المجتمع التركي، فاجتمع في هذا تأمينهم وإكرامهم.

وكذلك تدخلت تركيا في العديد من البلاد بما عاد على المسلمين فيها بالخير، مثل التدخل في ليبيا وإيقاف اجتياح العاصمة طرابلس، والتدخل في سوريا وتأمين مناطق الشمال، ومساندة قطر في أزمة 2017م، وإسناد أذربيجان لتحرير الإقليم المحتل من أرمينية.

وقبل ذلك وبعده الموقف التركي الصلب من الإساءات الغربية للنبي الأعظم ﷺ، وإعادة جامع آيا صوفيا الكبير إلى صفته مسجدا جامعا كما كان منذ عهد الفتح الكبير، والمواقف المتعددة القوية من قضية بيت المقدس وتطوراتها المستمرة.

ولا يُخفي الطرف الآخر، الذي يتنافس في هذه الانتخابات، أغراضه في العودة عن هذه السياسات، كلها أو جلها، ولا يخفى على أحد الدعمُ الكبير الذي يتلقاه هذا الطرف من أعداء تركيا، وأعداء العالم الإسلامي، والذي لا تقصر وسائل الإعلام الغربية فيه.

لهذا، ولغيره مما لا يتسع المجال لذكره والتفصيل فيه، فإن العلماء يصدرون هذا البيان ليوجهوا الأمة إلى الآتي:

1- على المسلمين الذين يملكون حق التصويت في هذه الانتخابات، أن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع ويدلوا بأصواتهم فيها لصالح الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية ومشروعهم الإصلاحي المتميز الذي أشرنا إلى طرف منه.

2- وعلى المسلمين الذين لا يملكون هذا الحق أن يساندوا إخوانهم في تركيا، كلٌّ بما استطاع، من دعم مالي وإعلامي وسياسي وغيره، وكذلك التوجه بالدعاء إلى الله تعالى .

والله المستعان، وعليه التكلان.

وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

 الموقعون:

1.د. علي القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

2.الشيخ الصادق الغرياني، مفتي عام ليبيا.

3.الشيخ عبد المجيد الزنداني، مؤسس جامعة الإيمان اليمنية.

4.الشيخ عبد الوهاب أكنجي، رئيس جمعية علماء المسلمين في تركيا.

5.الشيخ محمد الحسن الددو، رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا.

6.د. نواف التكروري رئيس هيئة علماء فلسطين.

7.د. محمد الصغير، رئيس الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام ﷺ.

8.د. الحسن بن علي الكتاني رئيس رابطة علماء المغرب العربي.

9.د. محمد العبدة رئيس رابطة علماء المسلمين.

10.شيخ عبد المالك، رئيس اتحاد العلماء في باكتسان.

11-الشيخ سعيد اللافي رئيس رابطة خطباء وأئمة العراق.

12.د. عبد الحي يوسف، رئيس أكاديمية أنصار النبي ﷺ.

13.د. جمال عبد الستار، الأمين العام لرابطة علماء أهل السنة.

14.أ. د. نسيم ياسين، رئيس رابطة علماء فلسطين.

15.د. سعيد بن ناصر الغامدي، الأمين العام لمنتدى العلماء.

16.د. عبد الله السادة، خطيب مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب، قطر.

17.الشيخ وان سبكي وان صالح، رئيس فرع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في ماليزيا.

18.د. حمد سید البینجوینی، مسؤل الاتحاد العالمی لعلماء المسلمین فی إقلیم كوردستان العراق.

19.د. جعفر الطلحاوي، عضو جبهة علماء الأزهر الشريف.

20.الشيخ عبد الله أحمد أمين، من كبار علماء موريتانيا.

21.الشيخ أحمد شيخنا أمات، من كبار علماء موريتانيا.

22.الشيخ محمد الأمين الطالب يوسف، من كبار علماء موريتانيا.

23.الشيخ أحمد الحسني الشنقيطي، نائب الأمين العام لرابطة علماء المغرب.

24.المختار بن العربي مؤمن، مجلس أمناء الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام ﷺ. الجزائر.

25.د. كاميليا حلمي طولون، رئيسة لجنة الأسرة بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

26.د. نزيهة امعاريج، رئيسة مختبر الحوار الحضاري والتكامل المعرفي.

27.د. فاطمة عزام، عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمينز

28.د. محمد حسين سعيد الأفغاني، أستاذ السياسة الشرعية، أفغانستان.

29.أ. د. عبد الفتاح العويسي، مؤسس المشروع المعرفي العالمي لبيت المقدس.

30.أ. د. حسين غازي السامرائي، عضو المجمع الفقهي العراقي.

31.الشيخ محمد هارون خطيبي، عضو المجمع العلمي لعلماء أفغانستان.

32.د. عمر الشبلي، أستاذ الحديث والسيرة بجامعة الزيتونة. تونس.

33.د. محمد همام ملحم، أستاذ الفقه وأصوله، جامعة صباح الدين زعيم.

34.د. كامل صبحي صلاح، أستاذ الدراسات العليا.

35.د. خالد عبد الرحمن الشنو، أستاذ بجامعة البحرين.

36.الشيخ أحمد العمري رئيس وقف بيت الدعوة (لبنان).

37.د. مشاري سعيد المطرفي، باحث وداعية إسلامي. الكويت.

38.الشيخ حسين عبد العال، مسؤول وقف أنصار النبيﷺ.

39.د. محمد عبد الحميد الشاقلدي، الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

40.د. سعد الدين حسنين، عضو الهيئة العالمية لعلماء المسلمين. أمريكا.

41.د. منير جمعة أحمد، الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

42.د. أنس عيروط، كلية الشريعة والحقوق جامعة إدلب.

43.د. طارق الطواري، أستاذ الشريعة الإسلامية، جامعة الكويت.

44.د. صلاح المهيني، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف الكويتية.

45.الشيخ عبد الله بن طاهر باعمر، الداعية الإسلامي بسلطنة عمان.

46.د. عبد الله الزنداني، رئيس جمعية النهضة اليمنية.

47.محمد إلهامي، الأمانة العامة للهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام ﷺ.

48-د. محمد المختار محمد المامي.

49.د. محمد الأمين ابن مزيد.

50-الشيخ سامي الساعدي عضو الأمانة العامة بالهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام.

51-الشيخ حسن سلمان عضو رابطة علماء المسلمين.

52-أ. محمد إسماعيل . جامعة دار العلوم زاهدان. إيران.

53.الشيخ حسن قاطرجي.  عضو مجلس الأمناء بالهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام.

54-د. صالح حسين الرقب . فلسطين.

55-الشيخ محمود محمد التركستاني. اتحاد علماء تركستان الشرقية.

56-الشيخ ملا أنور الفارقيني رئيس اتحاد العلماء والمدارس. تركيا.

57-الشيخ إسلام الغمري عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

58-سعد ياسين. نائب رئيس اتحاد العلماء والمدارس الإسلامية تركيا.

59-د. أحمد يوسف، محاضر جامعي – ماليزيا.

60-د. محمود سعيد الشجراوي. عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

61-الدكتور محمد خليل الرحمن المدني. الامين العام اللجنة العلماء والمشايخ بنغلاديش’ورئيس مجلس الفتوى بنغلاديش.

التعليقات غير متاحة