لا الحاصلة على جائزة نوبل ستحمي أعراض المسلمين ودماءهم، ولا صراخُ الناس في الإعلام وأروقة مجلس الأمن؛ بل يحمي المسلمين والإسلام فرائضُ الله وشرائعه، ومنه المواجهة الجادة والمكافئة.

الخبر

“كتبت الكاتبة والناشطة في حقوق الإنسان “تسليما بيغوم” على مثول الحاكمة الفعلية لميانمار “أونغ سان سو تشي” أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي للدفاع عن بلادها ضد تهمة الإبادة الجماعية لمسلمي الروهينغا، بأنه يجب عليها أن تتناول التكتيك الرئيسي للجيش ألا وهو الاغتصاب.

وروت بيغوم في مقالها بصحيفة إندبندنت قصة ضحية من مئات الضحايا اللاتي التقتهن خلال السنوات القليلة الماضية وتعرضن لهذا الأسلوب الممنهج في اغتصاب نساء الروهينغا، الذي وصفته بأنه ليس نتاجا ثانويا للصراع في ميانمار وإنما إستراتيجية أصيلة فيه هدفها طرد سكان مستهدفين.

وتقول الكاتبة إن ضحايا الاغتصاب كن من كل الأعمار، من طالبات المدارس إلى الجدّات، وكل تحمل في ذاكرتها قصتها وتجربتها المروعة بأيدي الجيش الميناماري الذي كان يجبرهن على التعري بشكل كامل ويسوقهن إلى أكواخ كالماشية ويختار منهن اللائي يتم اغتصابهن بعيدا تحت تهديد السلاح. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل كانت الكثير من النسوة يقتلن وتشوه جثث الأمهات والأخوات والأصدقاء وتترك طافية في الوديان الموحلة.

ومن هؤلاء مريم البالغة من العمر ثماني سنوات.. وقالت والدة مريم “لسنا بحاجة إلى تعاطف.. نحن نريد العدالة”. (1موقع “الجزيرة”، 10/12/2019، على الرابط:
إندبندنت: الاغتصاب ليس نتاجا ثانويا للصراع في ميانمار.. بل إستراتيجية أصيلة فيه
)

التعليق

أولا: لا ينبغي أن يبكي الرجال؛ خاصة المسلمين.. ولكن ننقل هذه الجرائم ليغار الرجال.

ثانيا: من جرّ رئيسة ميانمار الى المحاكمة الدولية وأحدث الصخب لم تكن دول المسلمين كبيرة الثقل؛ فلا المملكة السعودية أو باكستان أو ماليزيا أو تركيا أو مصر أو الجزائر أو غيرها؛ بل كانت “جامبيا”؛ دولة صغيرة على الساحل الغربي الإفريقي، وهي دولة ضعيفة؛ وقد قامت بما تستطيعه “مشكورة”؛ لتفضح هؤلاء القابعين الباحثين عن شهواتهم وتفاهاتهم والمنفصلين عن آلام الأمة، والمخاصمين لهويتها ودينها، بل والمعادين لأمتهم لصالح الغرب الصليبي مجتهدين في إرضائه..!

ثالثا: لم يكن وثنيو ميانمار، وما اليها من الهند والصين وتايلند غيرها؛ مختلفين عن مواقف “أهل الكتاب” المبدَّل والمحرَّف من اليهود والنصارى؛ فالصهاينة في فلسطين ـ التي يركّعها العالم كله ليتمكن منه قردة الصهاينة ـ صنو للوثنيين في شرق آسيا، وصنو للصليبيين طوال التاريخ الإسلامي إبّان الحملات الصليبية بوحشيتها المروعة.. أو في فترة الاحتلال الصليبي الحديث تحت مسمى “الاستعمار الحديث”.. أو ما قام به صرب البوسنة حديثا بالاعتداء على أعراض المسلمين من طفلة عمرها (8) سنوات الى عجوز تبلغ (الثمانين) من العمر.. أو ما يقوم العلمانيون العسكر في بلادنا حيث يعتدون على أعراض المسلمات بحماية الأزهر وشرعيته لهم، ورُقية الكنسية وصيحات نَتْنى الإعلام والسياسية و”النخبة”..!!

جميعهم يرونه طريقا لإذلال المسلمين وتلويث الأنساب.

إذن لا شرف خصومة..! ولا قوانين دولية رادعة..!! ولا عالَم متحضر يزعمونه..!!! ولا حاصلة على جائزة نوبل كهذه الوضيعة التي تحكم “ميانمار” ويتم بإشرافها هذه الجرائم من إبادة واغتصاب.. وقد كان الناس يطالبونها باستنكار الجرائم وإيقافها؛ فجاءت هي اليوم لتقف أمام المحكمة كـ “محامية” لتدافع عما قام به قتلة بلادها المغتصِبون..! إنها كلها ألقاب لا تعدو أن تكون “ترّهات” حالمة حول حقائق العالم المتخلف تحت القيادة الصليبية الصهيوينة الوثنية؛ في ظل غيبة الإسلام وأمته كقوة فاعلة.

رابعا: نصرخ في المسلمين أن طريق “الشرعية الدولية” وشعارات القوم الكاذبين الفاجرين ـ الذين يتفننون هم في كشف عوراتهم والتفريط في أعراضهم..! والمترعين بالحقد ضد الإسلام وأهله ـ لن تحمي عرضا ولن تصونه، ولن تحمي دماء المسلمين ولا دينهم ولا شعائرهم؛ إنما يحميهم القيام بما أمر الله.

وقد أمر الله تعالى بالانحياز لدينه، وإقامته، ووحدة المسلمين، ووحدة الكلمة، وامتلاك القوة، ورد البغي والعدوان بالقوة والمثل، بقوة تردع العدو وترهبه وتمنع تفكيره في الاعتداء.

أما “التقارير” الأممية، و”المنظمات الدولية” و”قرارات” مجلس الأمن وغيرها فهذه لتسويد الصفحات، وخروج أصحاب “البدل والياقات” و”الشقراوات” للظهور الإعلامي للرطانة بكلمات محفوظة لا تصنع شيئا بل ليفرح ذووهم بخروجهم في الإعلام..!

إنما الواقع يصنعه آخرون على الأرض..! ويجب أن يكون المسلمون صانعين لحالهم وحماية أمْنهم ودينهم، ودمائهم وأعراضهم، على الأرض. ثم من أراد أن يذهب “للتسكع” في أروقة المجالس الأممية والمنظمات الدولية أو على شاشات الإعلام؛ فليصنع.

[للمزيد: آمنا بالله وحده وكفرنا بالشرعية الدولية .. (1-2)]

حتى من ذهب الى هذه المنظمات مفاوضا قويا، وراءه قوة وبيده قوة، وقد غيَّر الأوضاع على الأرض؛ فهو عندئذ محترم الوجود من قِبل الذئاب؛ إذ لا يحمي نفسه بينهم إلا قوي يردع حرماته أن ينالها نهِمٌ للبغي.

ثمة دين يجب أن يقام، وأعراض يجب أن تصان، وأمة يجب أن تحيا؛ فضمير الدنيا يستدعيها للعودة؛ فاللهم عجِّل بفرَج ومخرج لأمة محمد.

…………………………

هوامش:

  1. موقع “الجزيرة”، 10/12/2019، على الرابط:
    إندبندنت: الاغتصاب ليس نتاجا ثانويا للصراع في ميانمار.. بل إستراتيجية أصيلة فيه

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة