يتعاجب البشر بقتل أولادهم سفها بغير علم، ويفرحون بشيوع الفاحشة، وتنقلب معهم الحياة وتأسن، ثم تذبل؛ حين يصرفون حق التشريع لغير الله.

الخبر

“أصبحت الأرجنتين أكبر دولة في أمريكا اللاتينية تضفي الشرعية على الإجهاض، بعد أن وافق مجلس الشيوخ الأرجنتيني بأغلبية (38) صوتًا مقابل (29)، على مشروع القانون الجديد. وقد أعقبت صدوره لحظات فرح هستيرية، وأحضان، ودموع..! من آلاف النساء ينتظرون في الشوارع..!!

وأبيح الإجهاض حتى (14) أسبوعا. للأطفال من (13) الى (16) عاما أن يتمتعوا بخدمات الإجهاض دون احتياج الى موافقة ولي الأمر..!

ويقول أهل الأرجنتين أن التخيير هو في الاختيار بين الإجهاض السري والإجهاض القانوني، فهو واقع”. (1موقع “CNN”: لحظات هستيرية بعد الموافقة على مشروع قانون يسمح بالإجهاض في الأرجنتين)

التعليق

هذا مثال فاضح لمعنى أن يمتلك البشر حق التشريع، حين يكونون مشركين لا يعرفون الله، ولو عرفوه فمعرفة مشوهة، ثم يشركون به، صلبانا وأوثانا، كما يشركون به بشرا يتحركون.

هنا تجد العبث بالحياة وبالإنسان، وتجد زبالة البشر يحددون مصائر الأجنة حتى يدخلوا في قوله تعالى ﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [الأنعام: 140] وتجد العبث بالأخلاق حتى يقرروا حق الفجور وما يترتب عليه من نواتجه بإجهاض الأجنة في بطون أطفال أعمارهن تبدأ من (13) عاما.

والملاحظ هنا هو تقرير فاحشة الزنا ابتداءا، ثم معالجة نواتجها بالإجهاض السري أو القانوني.. فلم يناقش أحد مبدأ إباحة الزنا وأنه جريمة، بل يرفضون مجرد تسمية “الزنا” و”الفاحشة حيث انقلبت فطرتهم فلا يسمونها إلا بمسميات تخفي قبح الجريمة، كالحرية، وغيرها.

 

وتقرير جريمة الزنا بدوره قائم على إعطاء حق التشريع لغير الله، وهو تصرف يقوم به مشركون لا يوحدون الله ولا يدينون بدينه. ويقوم به ملحدون ووثنيون، كما يقوم به اهل الكتب المحرفة، كما يقوم به من ينتسبون للإسلام في بلاد المسلمين؛ مع اختلاف نواتج هذه العلمانية “اللادينية”.

هنا تجد مظاهر الحياة وهي تتلف، والمستقبل وهو يُهدد، والحياة البشرية وهي تذبل بسبب فساد لا يتوقف عند حد.

تفرح النساء في تلك البلاد، وهي اليوم مسعورة على الفجور؛ لكنها غدا ستهدأ وهي تدب اليها الشيخوخة وتفقد هذا السعار؛ فترى الحزن واليأس وترى القهر والخزي في بناتها وحفيداتها، وهن يفجرن وترى نواتج فجورهن وترعاه بيدها وتحت عينها وتتدثر بالانسحاب خجلا أو بالدياثة جرأةً وممارسةً. لكن بكل تأكيد سترى الصورة على غير ما تراها اليوم وتتذوق الأحداث بطريقة مختلفة عن ما هي عليه اليوم؛ فترى ما كان اليوم حلوا فهو غدا مر وعلقم.

ولهذا لم يجعل الله تعالى حق التشريع للبشر، لا لإنسان فرد، ولا لطبقة، بل ولا لجيل من الأجيال؛ بل هو حق الله تعالى، الأول والآخر، له صفة الأبد والأزل، وهو العليم بقوانين الكون الكلية وموقع حياة الإنسان وما يُصلحه هنا وما يُصلحه يوم لقائه تعالى.

فاللهم إنا نبرأ اليك من كل منهج غير منهجك، ومن كل حكم غير حكمك، إنا برءاء مما يفعلون، وإنا لندعوهم اليك والى دينك وحكمك؛ فاللهم أْذن لشريعتك ودينك أن يحكم وأن يسود، وافتح اللهم لدينك القلوب والبلاد.

……………………………..

هوامش:

  1. موقع ” CNN”: لحظات هستيرية بعد الموافقة على مشروع قانون يسمح بالإجهاض في الأرجنتين.

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة