انضمت البحرين الى علانية العلاقة المحرمة لولاء الكافرين الصهاينة. ثمة إشارات مهمة الى مخاطر الكيانات الصغيرة، والتي ستكون لقمة سائغة ومحل تفاوض وترضية بين الصهاينة والرافضة.

الخبر

“انضمت البحرين إلى الإمارات يوم الجمعة في الاتفاق على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، في خطوة أدت إليها أسباب منها المخاوف المشتركة من إيران، لكنها تهدد بزيادة عزلة الفلسطينيين.

ونشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تلك الأنباء على تويتر بعدما تحدث عبر الهاتف مع عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، وفق ما أعلنه البيت الأبيض.

وقال ترامب للصحفيين وأضاف أنه يعتقد أن دولا أخرى ستسير على نفس الدرب. وقالت الولايات المتحدة والبحرين وإسرائيل في بيان مشترك “فتح حوار وعلاقات مباشرة بين هذين المجتمعين الحيويين والاقتصادين المتقدمين من شأنه أن يواصل التحول الإيجابي في الشرق الأوسط ويزيد الاستقرار والأمن والرخاء في المنطقة”. (1موقع “رويترز”: البحرين تلحق بالإمارات وتتفق على تطبيع العلاقات مع إسرائيل
موقع CNN: بعد الإمارات.. ترامب يعلن توصل البحرين وإسرائيل لاتفاق سلام.. وإقامة علاقات رسمية
)

التعليق

ليس هناك مفاجأة في الخبر؛ فالجميع متوقع للخطوة لكن كانوا يتساءلون عن التوقيت..! فأنت هنا تتحدث عن نظام تابع وتافه؛ كما وصف رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، أحد أصناف أهل النار «الضعيف الذين هم فيكم تبع..».

لكن هنا نشير الى أمور:

أولا) أن الكيانات الصغيرة التي أنشأها الاحتلال الصليبي لبلادنا، وسماها (دولا)..! تمثل منطقة رخوة للمسلمين؛ فهي متتابعة في السقوط والعمالة، في السابق كان سرا، والآن علانية.. فالكيانات الصغيرة خطر على المسلمين خاصة عندما تكون في الأطراف؛ فالهشاشة السياسية والهشاشة من حيث إمكانيات الدولة والحاجة الى الحماية تجعلها معروضة لكل مشترٍ؛ ثم تسُمي سقوطها “نظرة الى المستقبل” و”خطوة الى الأمام” و “تحقيقا للسلام”..! ـ وكأن السلام متوقف عليهم أو كأن لهم وزنا أو احتراما ـ  الى آخر الترهات والشعارات الفارغة.

ومن هنا فواجب الأمة أن تنظر الى هذه الكيانات لتتخذ من الإجراءات ما يضمن عدم فسادها أو إفسادها للمسلمين؛ بوجودها في كيانات إسلامية أكبر، وأرشد؛ تضرب على أيدي من سفه نفْسَه.

والأمر الثاني) أن هذه الكيانات قد تورط المنطقة؛ فهي بهذه الخطوة ـ هي والإمارات الخائنة ـ تأتي بالصهاينة ليكونوا في مواجهة مع رافضة إيران على أرض الخليج؛ بلا خطورة على إيران ولا على الصهاينة..! والخطورة هنا أنها ذريعة للإيرانيين أن يقولوا أنهم أصبحوا في خطر مواجهة الصهاينة؛ وبالتالي عند أي تفاهم إيراني صهيوني أو مواجهة ـ ولو محسوبة ـ بين الصهاينة وإيران؛ سيكون الثمن أن تبتلع إيران البحرين كأول لقمة تبتلعها من الخليج؛ خاصة أنها تدعي أنها إيرانية منذ الدولة الصفوية. وهذا لا يمنع الخطورة عن الجميع في حالة تراجع وضعف أهل السنة بسبب خيانة حكامهم وميولهم الصهيوصليبية بل وميولهم الوثنية البوذية.

وثالث الأمور) أن الجميع في الخليج لا يتحرك إلا بضوء أخضر سعودي، والذي يهيء الأجواءَ لتكون خطوته نهائية متممة لسلسلة الجرائم؛ لتكون المملكة وبلاد الحرمين هي الجائزة الكبرى؛ بما يمثل هذا من تراجع عقدي وديني، وأخلاقي، وتراجع سياسي، وانهيار للأمة..

فالصهاينة عفنٌ لا يعيش ولا يتكاثر إلا في الخرائب؛ فهو اليوم يزدهر بين سوريا مهدمة وعراق ممزق ومصر مسروقة ومنهوبة ومعرضة للجفاف ومسلوبة الكرامة، وأردن مبتَز يترنح تحت تهديد قطع المساعدات، وفلسطينيين قليلي الحيلة، وبلاد الحرمين مسروقة مسجون شرفاؤها ومتقدم سفهاؤها.. الى آخر المشهد المحزن للمسلمين.

ولن يبقى الكيان الصهيوني إلا في مثل هذا المشهد. ولا تستعيد الأمة وعيها وصحتها وقرارها وتتقدم وتقوى إلا ويضعف هذا الكيان ويخرب. إنهما نقيضان لا يجتمعان. والصهاينة يعلمون هذا ونصارى الغرب يعلمون هذا؛ رغم خداعهم المنطقة بشعاراتهم البراقة.

وقد أدرك كذبَ الوعود أحدُ مسؤولي منظمة (فتح) ـ وهو علماني قُحّ ـ فقال ناصحا للسودانيين ـ في مقابلة تليفزيونية ـ  عندما انبرى خائن منهم يقول “نريد لبلادنا أن تتقدم وتزدهر ولهذا سنعلن سلاما مع إسرائيل ـ يقصد (الكيان الصهيوني) ـ ؛ فقال له الفلسطيني:

“لقد وُعدنا هذا من قبلكم فلا داعي أن تسلكوا نفس الطريق وخذوا منا عبرة؛ لقد وعدونا أن تكون الضفة وغزة (هونج كونج) المنطقة أو (سنغافورة) المنطقة في غضون من ثلاث الى خمس سنوات.. والآن بعد عشرين عاما نزداد فقرا وتقتطع بلادنا..”

فليوقن حكام الإمارات والبحرين أنهم يوردون بلادهم موارد هلكة، وأن الوعود أماني جوفاء. ولنذكّرهم بأنهم اليوم يخونون ولاء الأمة والاسلام، ومن قبل خانوا بتبديل الشريعة وأحكامها؛ وقد قال الله تعالى فيهم وفي أمثالهم ﴿وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ (الأنفال: 71)

ولتوقن الأمة أنها صاحبة القرار وليس مندوبو العدو.

خاتمة

تتوالى أفراح الصهاينة ويعلن “نتيناهو” عن فرحه العميق هو وقروده وخنازيره، ويعلنون أن “الحبل على الجرّار” وأن هناك المزيد ـ كما في الخبر أعلاه ـ لكنّ الأيام دول، ويوم كهذا هو للمسلمين محل الصبر واليقين، وغدا محل الشكر واليقين.

إن هذه الأيام جعلها الله تعالى دولا بين الناس، ليس لاندراس الأمة ومحوها بل لتكتشف منافقيها ومواضع ضعفها فتصلح حالها ويُصلح الله ما بها؛ ثم يحقّ الله كلمته ويقذف بالحق على الباطل فيدمغه فيزهق الباطل وتتضاعف حسرته، ويزداد المؤمنون يقينا وشكرا لربهم، وتتطهر الحياة من أدران الكفر وأهله.

……………………………..

هوامش:

  1. موقع “رويترز”: البحرين تلحق بالإمارات وتتفق على تطبيع العلاقات مع إسرائيل
    موقع CNN: بعد الإمارات.. ترامب يعلن توصل البحرين وإسرائيل لاتفاق سلام.. وإقامة علاقات رسمية

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة