هرب مسلمو الروهينجا من بلادهم خوفا من الموت، فماتوا في عرض البحر جوعا. تلك وصمة عار تضاف الى جموع أمة لا تجتمع، وحكومات لا تخاف الله.

الخبر

“قال مسئولون في حرس السواحل في بنجلاديش، اليوم الخميس (16/4/2020)، إن ما لا يقل عن (24) من مسلمي الروهينجا، لقوا حتفهم على متن سفينة، جرى إنقاذها أمس وعلى متنها قرابة (400) شخص يعانون من الجوع بعدما فشلوا في الوصول إلى ماليزيا وجرفهم التيار لأسابيع. وأنهم كانوا في البحر لنحو شهرين وأنهكهم الجوع”.

يُتهَم جيش ميانمار بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الأقلية المسلمة بعدما ابتلعت ميانمار بلادهم، ما تسبب في فرار أكثر من (700) ألف شخص إلى بنجلادبش هربا من العنف”. (1موقع “المصريون”، 16/4/2020، على الرابط:
ماتوا جوعا في البحر.. انتشال جثث 24 شخصا من مسلمي الروهينجا
شبكة “رصد” على تويتر على الرابط:
جوعا بعرض البحر مصرع العشرات من مسلمي الروهينجا
)

التعليق

الى المنشغلين بالعروش والرياسات، والمنشغلين بالبطون والفروج، والمنشغلين بالأحقاد والمؤامرات. والى الفرحين بإغلاق بيوت الله، وانحسار الدين وقيمه، وانتشار الفجور ومظاهره. والى أصحاب المآرب المنطلقة في اتجاهات حمقى، والى المضيعين الأعمار والأموال، والجيوش والقوة والسلاح.. هناك ما هو أهم وأشرف وأبقى.

إن هؤلاء الموتى خوفا، وجوعا وغرقا.. كم ساعة وكم يوما مر عليهم يتضورون ويفزعون. وكم ساعة وكم يوما مر عليهم وهم تائهون، لا يجدون شاطئا يرسون عليه أو نهاية لرحلتهم أو ما يقوتهم.

هل يظن أصحاب شهوات البطون والفروج والملك والرياسات والقوة الباطشة فيستخدمونها ضد أمتهم ودينهم؛ هل يظنون أن الله لن يسألهم عما يقدرون من نصرة المسلمين المستضعفين ولم ينصروهم..؟

وهل يظنون أن الله تعالى لن ينتصر لهؤلاء المستضعفين ممن شردهم وممن خذلهم؛ كلٍ بحسب جرمه..؟

إن الشبع والأمن الذي تنطلق بعدهما بقية الشهوات؛ هما نعمتان؛ من فرّط فيهما ولم يقم بحقهما في الشكر ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف وهو يستنجد بكم يعلو صراخه وتسبقه دموعه ويتلهف على ناصرٍ يؤيه؛ ويمد اليكم يده لتنصروه.. فإن خذلتموهم اليوم فلا تأمنوا أن تكونوا مكانه غدا.

سيبقى موت إخواننا وأبنائنا هؤلاء عارا على جبين أمة لم تلتفت اليهم ولم تنصرهم.

إننا نعلم أن جماهير المسلمين وعموم الأمة وأفرادها يتوقون الى نصرة أمتهم ومستضعفيهم، وأن قسطا كبيرا من إغاثة المسلمين هنا وهناك يحتاج الى جهد حكومي منظم ومقدرة كبيرة. ولكن ثمة حقيقتان يجب أن يكونا في الحسبان:

أولهما أن على الأمة إقامة الأنظمة التي تقوم بالتكاليف الكفائية التي تحتاج الى إمكانيات الحكومات المالية والسياسية والعسكرية. فإن فرطت الحكومات وجب على الأمة إلزامها ومحاسبتها على التقصير. وإلا أثم الجميع.

والثاني أن ما لا يدرك جله فلا يترك كله، وأن التكاليف منوطة بالقدرة؛ والشأن هنا في تحقيق القدرة عند المسلمين. وهذا لن يتبينوه إلا في حال اجتماعهم وتضامنهم؛ فيجتمعوا على إلزام مَن بيده القدرة ويجتمعوا على استعمال ما أمكنهم في إنفاذ ما أمر الله تعالى به.

والى أن يتم هذا فيكون لما هو أدنى من الحكومات قدرةً، وهي المنظمات والهيئات الإغاثية والدعوية والتكافلية.

خاتمة

إننا لا ننكر حال الضعف التي تعيشها الأمة. لكن كم من قدرات في الأيدي لا يعلمها الناس ولا تتبين لهم إلا في حال اجتماعهم على إصلاح أوضاعهم ﴿فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ..﴾ (هود: 116)، وكم من ضعف يكون فيه الجبابرة والطغاة لكنه لا يظهر لأنه يواجه إلا فرادى عجزة، أو مجتمعين على اللهو والباطل كالكرة والحفلات الماجنة..!

يجب أن تنتهي معادلة العجز؛ بين أفراد ضعفاء أو تجمع على الباطل.

……………………………..

هوامش:

  1. موقع “المصريون”، 16/4/2020، على الرابط:
    ماتوا جوعا في البحر.. انتشال جثث 24 شخصا من مسلمي الروهينجا

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة