يتشدق الغرب بالديمقراطية وحقوق الإنسان، على مذهبه، لكنه يقوم بإشعال الفتن وذبح الملايين وإدارة النزاعات وضمان توزان القوى المتنازعة ليبقى قويا مسيطرا، ولو كان الثمن مئات آلاف الضحايا بل الملايين.

الخبر

1) في ليبيا دعمٌ لجزار علماني

جاء على موقع “عربي 21” تحت عنوان “مصدر لـ”عربي21″: مستشارون فرنسيون قرب طرابلس لدعم حفتر”:

“كشف مصدر عسكري خاص لـ”عربي21″، الأحد، عن تواجد مستشارين فرنسيين قرب العاصمة الليبية طرابلس، التي تشهد حملة عسكرية من اللواء المتقاعد خليفة حفتر، موضحا دورهم ومكان تواجدهم.
وبحسب المصدر، فإن مجموعة من المستشارين الفرنسيين متواجدون في مدينة غريان، التي تبعد عن العاصمة طرابلس 75 كيلومترا.

وعن مهمته، أوضح أنهم متواجدون لتقديم المشورة لقوات حفتر، التي تشن حملة عسكرية على العاصمة، مضيفا أنهم يستعينون بطائرات درونز، لتقييم الأوضاع الميدانية، وتقديم مشورات عسكرية لقوات حفتر.
ويأتي ذلك على الرغم من أن باريس سبق أن قالت إنها لم تتلق إنذارا مسبقا بتقدم قوات حفتر نحو طرابلس، وإنها لا تحاول سرا تقويض عملية السلام في البلاد، وفق قولها.
وبحسب ما نشرته وكالة رويترز قبل أسبوع، فإن فرنسا أكدت أنه “ليس لديها أجندة سرية” في ليبيا، الأمر الذي يتعارض مع ما كشفه مصدر “عربي21”.
“وفرنسا متهمة بتشجيع حفتر ميدانيا، خصوصا بعد زيارات قام بها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إلى حفتر في معقله بنغازي.

وتضاربت تصريحات فرنسا منذ إعلان حفتر عمليته ضد العاصمة، فكان لافتا تصريحات مسؤول في الرئاسة بأن “فرنسا ترى ضرورة أن يظل فائز السراج اللاعب الرئيس، وأن يحاول إتمام عملية السلام من خلال التفاوض”، وذلك بعد هزيمة قوات حفتر في محاور قرب طرابلس.
إلا أن مصادر دبلوماسية أكدت أن فرنسا عرقلت بيانا للاتحاد الأوروبي يدعو حفتر إلى وقف الهجوم على طرابلس”. (1موقع “عربي 21” بتاريخ14/4/2019 ، على الرابط:
مستشارون فرنسيون قرب طرابلس لدعم حفتر
)

2) في اليمن قرار بأن الحوثي باقٍ..!

جاء على موقع “الجزيرة نت” تحت عنوان “قدمتها مجموعة الأزمات الدولية.. “وصفة” لخروج السعودية من حرب اليمن”

“دعت مجموعة الأزمات الدولية الولايات المتحدة إلى مساعدة السعودية على الخروج من حرب اليمن، وتعليق صادرات الأسلحة إليها حتى توقف تدخلها العسكري المستمر هناك منذ عام 2015.

وفي تقرير نشرته أمس الأحد بعد شهر من تصديق الكونغرس الأميركي على قرار وقف دعم واشنطن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، قالت المجموعة إنه يتعين على التحالف التوقف عن التفكير في تحقيق انتصار ما على الورق في اليمن.

وأضاف التقرير أن على التحالف أن يلتزم بدلا من ذلك بالبحث عن مخرج سياسي حتى لو كان ذلك يعني إعطاء جماعة الحوثي في المدى القصير وزنا أكبر مما يرغب به”.

“ونقل التقرير عن رئيس مجموعة الأزمات الدولية “روبرت مالي” قوله إن السعوديين يرون أنهم بحاجة لإنهاء الحرب لكنهم لا يعرفون كيف يفعلون ذلك”.

وفي واشنطن، أيّد السيناتور الديمقراطي “كريس مورفي” ـ وهو أحد أبرز منتقدي حرب اليمن ـ ما توصل إليه التقرير بعدم إمكانية حسم المعركة ضد الحوثيين عسكريا.

وقال إن “الحوثيين سيكون لهم دور كبير ومهم في الحكم المستقبلي لليمن، لذلك فإن المسألة تتعلق بتقرير كيف سيتعايش السعوديون مع هذا الأمر بطريقة لا تهدد مصالحهم الأمنية على المدى الطويل”. (2موقع “الجزيرة نت” بتاريخ 15/4/2019، على الرابط:
قدمتها مجموعة الأزمات الدولية.. “وصفة” لخروج السعودية من حرب اليمن
)

تعليــق

1) هذه الأخبار هي “عيّنة” لا أكثر، إذا ما أضفت اليها دور فرنسا في الإشراف على مذابح “رواندا” التي أدت الى مقتل (800) ألف إنسان، ودورها السابق في المذابح في الجزائر وغيرها، وكذا أخواتها في بريطانيا والبرتغال واسبانيا، ثم الدور الأمريكي المعاصر..الخ

كل هذا تعرِف به حقيقة الحال وزيف الشعارات المرفوعة، عن السلام العالمي والاستقرار.

الحقيقة هي “قيادة النزاعات” والإشراف عليها وإدارتها.. وهذا كما قال تعالى عن إخوانهم الصهاينة ﴿كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ (المائدة: 64).

إنهم يسعون الى توازن القوى المتصارعة وامتداد الصراع والنزيف، وتضخيم القوى التي يرغبون أن يكون لها دور أكبر مما تستحقه كما هو الحال مع الأقليات الدينية والمذهبية كما في مصر واليمن وسوريا؛ وذلك للإبتزاز والضغط واستمرار التوتر، وساعدهم على ذلك عجز المسلمين عن حسم ميزان القوى لصالحهم كما يستحقون.

يجب أن ينتبه المسلمون الى الفرق بين الأداء الفني الحالم والمخادِع، وبين الحقيقة التي ينهبون بها الثروات ويستبقون بها ضعف الأمم ويضمنون تبعية الآخرين بعد تنفيذ المذابح.

وبعد ذلك يأتي الدور “الديكوري” الذي ينخدع به من لم يلتفت الى ما أخبر الله، أو لم يفهم عن ربه، أو لم يستيقن فيما خوطِب به..! ويشترك هؤلاء في عدم إدراك وقوع “الواقع” تحت خطاب الله فيمن مضى.

2) يتضح دعم الغرب الواضح لكل نظامٍ مستبد؛ موروث، أو وليد، أو جنينيّ، ليأخذ طريقه بدمائه ومذابحه التي يحتسبها جزءا طبيعيا في طريقه؛ فهو يطالب بـ “حقوق الإنسان” وهو الداعم لذبح الملايين. في نفاق لا يتخلون عنه ولا يستحيون منه..!

3) أنه قد أصبح التحالف الحالي للغرب لا يفرق بين علماني صريح وبين ديني منحرف، فاليوم هم لا يفرقون بين التحالف مع علماني مبغض لدين الله، بل لا دين له، مثل “حفتر”، وبين الشيعة بتعصبهم وعقائدهم المخرفة، وذلك للتقارب النفسي بين عقائد منحرفة الشيعة وعقائد النصارى.

والخلاف بينهم ليس وجوديا كخلافهم مع “الأمة” من أهل السنة، بل هو خلاف “معقول” يسمح بالتنازع على المصالح مع الحفاظ على خطوط مشتركة والتعاون في معاداة المسلمين، ولا مانع من الجعجعة بالعداء ليمرر من تحته ما يعجزون به مع التصريح.

وقد قرر الأمريكيون تسليم المنطقة للشيعة كما قال “بول بريمر” حاكم العراق السابق.

4) رُزيء المسلمون بقادة لا يستطيعون قطع الطرق على هذه المهاترات ومنع التلاعب بهم، فلم يحسموا أمر الحوثيين بل تلاعبوا معهم حتى ضعفوا وقوِي الحوثيون، وتمدد “حفتر” في الفراغ الشرقي في قلب الثورة الليبية التي انطلقت من بنغازي..!

يستمر المسلمون في الإخفاق بين قادة خونة يعادون الاسلام، وبين قوى ثورية ضعيفة وقاصرة، وبين إقليم وعالم متكالب عليهم.

لكن ثمة معركة مفروضة عليهم ولا بد من اجتيازها..

معركة مع التفرق والأهواء، لجمع شمل المسلمين.. ومعركة مع العملاء لفضحهم وتعريتهم وإسقاطهم.. ثم معركة مع العدو التاريخي للأمة من الروم الغربيين، وهي لا تنتهي الى الملاحم، لكن يجب أن يكون المسلمون رأسا برأس ويدا بيد. والله غالب على أمره، وهو يدفع الباطل بالحق، على أيدي جنده.

………………………………………

هوامش:

  1. موقع “عربي 21” بتاريخ14/4/2019 ، على الرابط:
    مستشارون فرنسيون قرب طرابلس لدعم حفتر
  2. موقع “الجزيرة نت” بتاريخ 15/4/2019، على الرابط:
    قدمتها مجموعة الأزمات الدولية.. “وصفة” لخروج السعودية من حرب اليمن

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة