يصرخ الإعلام العالمي والإقليمي؛ بحسب ما يريد أباطرة الإعلام والسياسة وبحسب أهواء وتوجهات قادة العالم المسيحي؛ فيصرخ لجرح صهيوني ويبتسم لقتل عشرات المسلمين يوميا.

الخبر

ارتفع عدد قتلى قصف نظام بشار الأسد وروسيا على مناطق شمالي سوريا، منذ صباح الخميس (25/7/2019)، من (7) إلى (12) مسلما.

وأفادت مصادر في الدفاع المدني أن مسلما قتل في القصف على مدينة خان شيخون، وقتل (3) مسلمين آخرين في قرية البوابية بريف إدلب، فيما قتل مسلم في قرية لطمين بريف حماه.والإثنين  (22/7/2019)، قُتل (55) مسلما على الأقل في قصف طائرات روسية وأخرى للنظام، على سوقين شعبيين في مدينتي “معرة النعمان” و”سراقب” بريف إدلب.

ومنذ (26) أبريل/ نيسان الماضي، يشن النظام السوري وحلفاؤه حملة قصف عنيف على شمالي البلاد، المحددة بموجب مباحثات أستانة، بالتزامن مع عملية برية.

ويقطن في المنطقة حاليا نحو (4) ملايين مسلم، وفي (12) يوليو/ تموز الجاري، كشفت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، في تقرير لها، عن مقتل (606) من المسلمين، في هجمات شنتها قوات النظام وحلفائه على منطقة إدلب، منذ (26) أبريل الماضي. (1موقع الأناضول، 25/7/2019، على الرابط:
ارتفاع قتلى قصف النظام وروسيا على “خفض التصعيد” إلى 12
موقع الجزيرة، 28/7/2019، على الرابط:
أكثر من 600 قتيل منذ أستانا.. الغارات تتواصل بمنطقة خفض التصعيد شمالي سوريا
)

التعليق

يصرخ الإعلام العالمي والإقليمي؛ بحسب ما يريد أباطرة الإعلام والسياسة وبحسب أهواء وتوجهات قادة العالم المسيحي؛ فيصرخ لجرح صهيوني بينما يبتسم لقتل عشرات المسلمين يوميا..!

المقصود من هذه المقارنة بيان نفاق العالم الذي تقوده المسيحية الغربية بعلمانيتها وإلحادها وإباحيتها وظلمها وشعاراتها العرجاء عن “حقوق الإنسان” ورفض المظالم، ورفض الطغيان والاستبداد والطائفية..!

لو طلبنا منهم إنصاف المسلمين فهو سفهٌ؛ إذ ما يتم هذا إلا بأمرهم وإذنهم وتواطئهم مع الطاغية.

يتراكم على المسلمين في سوريا بلاءات وتتقاطع عندهم قوى وأدوار؛ فالرافضة الصفويون يرون فيها أحلامَ تمددهم الى البحر المتوسط وامتدادا للهلال الشيعي من إيران الى العراق وسوريا ثم لبنان.

وتتقاطع عندهم المصلحة الروسية “الأرذوكسية الشرقية” بالوصول الى المياه الدافئة في المتوسط.

وتتقاطع عندهم المصلحة الصهيونية بضرورة وجود نظام طائفي تحكمه أقلية حاقدة معدومة الولاء للأمة ولا “للوطن” المزعوم، وبالتالي تكون مستعدة للتعاون والولاء مع أرجاس الأرض وأنجاسها وشذاذ الآفاق من كل مكان لتبقى في السلطة، وتكون على استعداد لوحشية مفرطة لا مثيل لها حتى أسيادهم تأففوا منها حتى وصف “ترامب” بشار السد بـ “الحيوان”. لكن هذا الوصف لم يمنعه أن يبقيه لينفذ الدور المطلوب؛ حيث التلاقي الشيعي المسيحي مع الشرق الروسي أو الغرب الأمريكي، والتفاهم الشيعي الصهيوني بغض النظر عن الضجيج الفارغ بينهما.

وعلى هذا يرى المجرمون أن التغيير الديمغرافي لصالح الشيعة السوريين واستقدام شيعة إيرانيين يكون ضامنا لفساد المنطقة عقديا وولاءً وانتماء، وإبقاء لجذوة الصراع الطائفي في وضع يراد له أن يكون متكافئا ـ أو قريبا من ذلك ـ من حيث موازين القوة؛ حتى لا يتحرر المسلمون السنة ولا يستطيعون إقامة دولة مسلمة سنية الهوية تحقق ذاتها، تخوفا من إقامتها للدين واستئنافها لدورها التاريخي حينما تتوحد وجهتها هي والمسلمون في مصر؛ فعندئذ تكون حالة العالم الإسلامي من القوة بمكان، وتنكسر مؤامرات التاريخ كما انكسرت حملات المغول، ثم حملات الصليبيين؛ عندما توحدت الجبهة الإسلامية في الشام ومصر.

إن العدو الغربي الصليبي يستوعب الدرس جيدا، ولهذا تتحمل أوروبا مشكلة الهجرات التي تخاف منها على هويتها، ويتقبل العالم في أريحية عجيبة ليتلقى خبر الصباح مع كوب القهوة بمقتل أطفال ونساء ورجال تحت هدم بيوتهم بالعشرات يوميا في سوريا؛ حيث لا بواكي لهم.

وعلى هذا كان الموقف الواجب للمسلمين أن يدركوا هذه الأبعاد وأن تكون مواجهتهم للعدو مواجهة استراتيجية، وأن يدعم العلماء والسياسيون والقادة ثورة الشعب السوري وانتفاضته التي كانت منوط منها سد الفجو التاريخية وإصلاح السياق الإقليمي للمسلمين، خاصة لو الْتحمت مع أهل الإسلام في مصر.

لكن مع الإضطراب في الرؤية وإخفاق المسلمين في مصر وتآمر خونة الحكام والجيوش على الأمة وشعوبها، واضطراب المنتسبين للعلم وخيانة بعضهم، ولغير ذلك من الأسباب التي لم يغِب عنها الغرب ولا الصهاينة ولا العلمانيون والملاحدة والإباحيون في بلادنا.. بسبب هذا أخفق  المسلمون وهُزمت الثورات وانفرط العقد الرابط بين ثورات الأمة التي كان يجب أن تتلاحم؛ أصبح الحال اليوم أن يتلقى العالم مقتل المسلمين بارتياح دون قلق، ويمر عليه المسلمون أنفسهم على أنه خبر معتاد..! حيث لا يستطيعون مقاومته ولا تغييره؛ حتى يتم التغيير الديمغرافي المطلوب لمناطق وإضعاف ما تبقى من السنة في مناطق أخرى.

خاتمة

إن ما يريده العدو ليس قدَرا، وهم لا يصنعون الأقدار، ومرادهم قابل للكسر والإبطال. وثبات فئة من المسلمين قد يغير الله تعالى به الكثير. وفي السياسة نفسها كم من مراد للعدو حال دونه ثباتُ فئة من المسلمين أو وعي طائفة أو إرادة الأمة وثباتها، والله تعالى من وراء الجميع محيط.

يجب على المسلمين أيضا النظر الى أنفسهم؛ فما من مصاب إلا وثمة ذنب خلفه. ومن أظهر الذنوب اليوم التفرق لا سيما بين المجاهدين، والتلوث بعلاقات مع معسكرات محل تهمة.

فمن الاسباب الرئيسة في تاخر نصر الله عز وجل وتسلط الاعداء ألا وهو ذنوبنا وآثامنا وذنوب الدعاة والمجاهدين، ونخص معصية التفرق والاختلاف والحزبية المقيتة التي هي من اسباب الفشل الكبيرة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.

ما نسطره هنا مقصود به الوعي لا الإنكسار ولا الإحباط؛ بل وعي لكَرّة جديدة بإذن الله تعالى.

…………………………..

هوامش:

  1. موقع الأناضول، 25/7/2019، على الرابط:
    ارتفاع قتلى قصف النظام وروسيا على “خفض التصعيد” إلى 12
    موقع الجزيرة، 28/7/2019، على الرابط:

    أكثر من 600 قتيل منذ أستانا.. الغارات تتواصل بمنطقة خفض التصعيد شمالي سوريا

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة