لا تزال المخاتلة إنما هي عن دين الله، وأن يردوا المسلمين عن دينهم ليسلُبوا الأمة ملكها وتاريخها. والآن يندفع قطعان المنافقين ليصولوا على دين الله في ظل جراح تثخن جسد الأمة مؤقتا.

الخبر

“أثارت قناة “إم بي سي” جدلا واسعا مرة أخرى، في مشهد من مسلسل “أم هارون”، الذي يُتهم بأنه مروج للتطبيع مع إسرائيل.

وفي أحدث المشاهد الجدلية، قال ممثل بشخصية رجل يهودي كويتي، إن أبناء دينه يتعرضون للظلم والإهانة في المنطقة منذ غزوة خيبر في السنة السابعة للهجرة النبوية.

وقال في مشهد خلافي مع كويتي مسلم أمام شرطة بريطانيا، التي كانت تحتل الكويت حينها، إنه لا يتشرف بنسب المسلمين، بعد أن قال الكويتي المسلم إنه لا يشرفه النسب مع اليهودي.

واتهم ناشطون القناة المملوكة للسعودية بالإساءة إلى النبي عليه السلام، واتهامه بممارسة الظلم تجاه اليهود.

وكانت مجموعة قنوات “إم بي سي” السعودية رفضت وقف مسلسلي “أم هارون”، و”مخرج 7″، بعد توجيه اتهامات لهما بالترويج للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، متوعدة بالمزيد من الأعمال الدرامية الهادفة لـ”تغيير الصورة عن المنطقة”. (1موقع ” عربي 21″، على الرابط:
MBC تثير الجدل مجددا بـ”أم هارون”.. “ظلم اليهود منذ خيبر”
)

التعليق

قد حذرْنا سابقا من المقصود بقصة “كفاح” مزعومة لامرأة يهودية، وقد عميت أبصار القوم عن جهد وكفاح المسلمين والمسلمات؛ وكان الغرض واضحا من الإيحاء بأن اليهود هم مواطنون في هذه الجزيرة العربية وليسوا غرباء؛ وأن توطينهم في فلسطين ـ ولو بطرد أهلها  وإعلان ميلاد دولة كفر بين ظهراني المسلمين وميلاد قاعدة عسكرية متقدمة تعمل متحالفة للقوي الصلبية الغربية وتقوم بالهيمنة على المنطقة ـ هو حق من حقوهم.

ومن ثم تخدّم قوى الإعلام، المعادي للإسلام وتاريخه وهويته وشريعته، على ميلادها ثم إعطائها “شرعية” الوجود، ثم شرعية الاستمرار، ثم القبول الشعبي والمجتمعي من العرب والمسلمين..!

[للمزيد: توطين اليهود في رمضان..!]

لكنهم ينتقلون الى خطوة أخرى؛ إذ كيف يقبل العالم والمجتمع الإنساني وجود دولة مغتصِبة وحقا مهضوما وابرياء يُذبحون كل يوم ومشتتون في المنافي لصالح مهاجرين جدد مكانهم..؟ فلا يزال بعض الضمير يرفض هذا الظلم الفاقع المرارة.. فإذا بهم يتمادون في التبرير حتى يتلاعبوا بالأصول والثوابت، استغلالا لموجة الضعف التي تلمّ بالمسلمين وتجرُؤ السفهاء على أصول دين الله تعالى وثوابته ومصادرِه المعصومة.. فإذا بهم يؤصّلون لمظلومية اليهود بأنهم مظلومون منذ خيبر..! وهذا واضح تماما أن المقصود بالطعن هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ فداؤه الآباء والأمهات والنفوس بين جنبينا ـ ويلمزونه صلى الله عليه وسلم ـ حاشاه ـ بأنه ظلمهم..!

يتهمون من ائتمنه رب السماء والأرض، يتهمون من قال «ويحك من يعدل إذا لم أعدل»..؟ يتهمون سيد الخلق وأشرف الأنبياء وإمام السعداء بأنه ظلم قوما كانوا يكيدون لقتله ولإطفاء نور الله وكانت حصونهم أوكارا للدسائس والمكائد وتجميع العرب والعجم على قتال المسلمين واستئصالهم وسبي نسائهم وأبنائهم وقتل رسول الله وأصحابه..؟ فإذا حاربهم وانتصر عليهم فأجلاهم اعترفوا هم بأنهم يستحقون العقوبة بينما يدافع عنهم منافقوا العرب وسقَطَة المرتدين وزبالة الأمم..!

هكذا يستمع ملايين المسلمين لهذا المسلسل الساقط فيستمع الأبناء والنساء لرجل ـ منتسب للإسلام زورا ـ يقوم بدور الدفاع عن اليهود ويستجلب عطف القلوب بأنهم مظلومون منذ خيبر فينقم الناس على من ظلمهم بزعمه؛ فلا يجدون إلا أعدل الخلق وأعلمهم بالله وأتقاهم..!!

قبَّح الله من جاء بهذا الإفك ومن رضي به ومن قدر على تغييره وسكت.

في الوقت نفسه تسود الآن موجة أخرى ترافق ذلك الجانب النفسي والإجتماعي وهو التلاعب بقاعدة الشريعة بأن الإسلام هو عبادة الله وحده في كل وقت بالشريعة التي أمر بها في ذلك الوقت، وعلى هذا فمن كذب رسول الله من أهل الكتاب ولم يقبل شريعته الناسخة فهو كافر.. فإذا بالموجة التي تصدَّى لها علماء السوء بأن اليهود والنصارى ليسوا كفارا بل هم “مؤمنون..! و”أهل كتاب فحسب” ولا يقال عليهم كفارا. واحتج بعض المنتسبين للأزهر بمواضع من القرآن قد حرفها عن معناها وخرج بمقولة هي في نفسها كفر، وهي أن الله لم يشترط الإيمان برسول الله لدخول الجنة وأن من أدركه من أهل الكتاب لا يلزمه الإيمان به.

[للمزيد راجع: رغم أنف علماء السوء .. ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه]

فإذا قرر أهل العلم المستقيمون على التوحيد والسنة حقيقة ما أنزل الله وحقيقة دين الله الذي لا يقبل سواه وهو عبادته وحده بالشريعة الناسخة؛ اتُهموا وحوربوا بأدوات إعلامية تنتهي في يد منافقين وملاحدة وصهاينة.

دور أهل العلم

كثيرا ما يحتاج المسلمون، وخاصة العلماء والدعاة والمتصدرون الى التوجيه ومن ينتظر الناس منهم كلمتهم وموقفهم؛ يحتاجون أن ينظروا الى الصورة كاملة، والى مآلات الأوضاع الحالية، والى الخطوات التي  يتضح للناظر أنها مدروسة ومتتابعة تنتهي الى الانسلاخ من الإسلام واتباع ﴿مِلَّتَهُم﴾، أي أهل الكتاب، التي نهانا ربنا وحذرَنا منها ومنهم. كما أنها خطوات تنتهي الى الخضوع للتبعية لهم في اقل أحوالها.

وهنا يتضح دور أهل العلم وأصحاب الاستنباط والنظر من قادة الفكر والرأي من المسلمين أن يبصّروا أمتهم ويحذّروها المزالق، ويدْعوها الى أخذ قيادة التوجيه من أيدي السفهاء والمنافقين.

خاتمة

وأخيرا.. ثمة مفارقة وهي أن هتاف الأمة في فلسطين هو تذكير اليهود بخيبر وأن جيش محمد، صلى الله عليه وسلم، الذي أخرجهم من خيبر هو من سيخرجهم من فلسطين. إننا أمة ممتدة وإذا أخرج الله أضغان قوم فهو تمهيد ـ إن شاء الله ـ لنقاء من ينبعث لعودة الأمور الى نصابها.

……………………………..

هوامش:

  1. موقع ” عربي 21″، على الرابط:
    MBC تثير الجدل مجددا بـ”أم هارون”.. “ظلم اليهود منذ خيبر”

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة