343 – مفهوم 8: مظاهر تعظيم نصوص الكتاب والسنة
تعظيم نصوص الكتاب والسنة له مظاهر عدة ينبغي التمسك بها، فمن ذلك:
1– حفظ نصوصهما في الصدور والسطور؛ فقد حفظ المسلمون كتاب الله في صدورهم بالقراءات المتواترة، وما زالت الإجازات تمنح في هذا المجال. كما حفظ كثير من العلماء أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم بأسانيدها المتصلة إليه.
أما حفظ السطور فقد بدأ بجمع كتاب الله في عهد أبى بكر وعثمان رضي الله عنهما، ويتمثل حاليًا في العناية بطباعة كتاب الله مع الضبط التام للحركات والرسم العثماني. وكذلك بالنسبة للسنة؛ فقد تم تدوينها منذ عهد عمر بن عبد العزيز وتعدَّدتْ التصانيف فيها بين مسانيد، وجوامع، وسنن، ومعاجم.
2 – تعظيم النص الشرعي بقبوله والانقياد له، والفرح به، والعمل به كما بيَّنا في المفاهيم السابقة.
3 – تعظيم النص الشرعي بنصرته والذب عنه والإنكار على من خالفه؛ وذلك بالرد على شبه الخصوم المناوئين للنصوص الشرعية المعترضين عليها، وتفنيد مزاعمهم، وفضح مخططاتهم، وكذلك التصدي لمن يُؤولون النص ويحرفونه ليوافق معتقدهم، أو من يقدمون الرأي والقياس على النص، أو يقدمون الذوق والوجد عليه، وأخيرًا التصدِّي لأرباب السياسات الجائرة الذين يقدمون سياساتهم على النص.
4 – خدمة النص الشرعي بما يحقق فهمه وتدبره. والتراث الإسلامي حافل بذلك؛ حيث امتلأت المكتبة الإسلامية بتفاسير القرآن وأسباب النزول وفروع علوم القرآن، كما امتلأت بشروح كتب السنة وعلوم السنة المختلفة.
5 – ومن أهم مظاهر تعظيم النص الشرعي: الحكم به بين الناس والتحاكم إلىه، ورفض كل ما يعارضه.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445