لازال الكيان يبحث عن نصره المطلق في رمال غزة التي ابتلعت جنوده أحياءً وأمواتاً.
في اليوم الـ 600 للحرب !!
لازالت طليعة أولياء الله تجوب القطاع من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه تدافع عن قضية هي أشرف القضايا وأطهرها.
في اليوم الـ 600 للحرب !!
لازال الجيش الذي لا يقهر يتجرع مرارة القهر والانكسار، ويتردد في دائرة الفشل الواضح، والعجز الفاضح، فالقوة الأكبر في الشرق الأوسط؛ ومن خلفها أقوى جيوش العالم؛ يعلنون انهزامهم أمام “جمـاعة” لا دولة، أمام عصبة الإيمان لا جيوش الأوثان.
في اليوم الـ 600 للحرب !!
وأوهام الغزاة في تبدد، وسرادق المناحة مشرعة على البث المباشر في كيانهم ينوحون فيها لكبير أسف وانهزام في كل صفحات أخبارهم، وبرامج تحليلاتهم، ومقالات خبرائهم السياسيين والأمنيين!!
في اليوم الـ 600 للحرب !!
سقط وزير الدفاع، ورئيس الأركان، وقائد فرقة غزة، وقادة أمنيون، ومجلس “الكابينت” المصغر، ولازالت طليعة جند الله على الأرض تراغم على قلة إمكانات، وكبير خذلان؛ ولكن مع عظيم توكل على الله.
في اليوم الـ 600 للحرب !!
لازال الحفاة العراة ذوو “الصنادل والأقدام الحافية” -كما وصفهم نتنياهو في تصريحه- يجوبون خلال الديار شاهدين على علوّ قدمهم الطاهرة أعناق ورؤوس الغزاة ومن خلفهم منظومة المدّ غير المنقطع؛ فعلوا بإيمانهم صلف كفرهم، وداسوا بأقدامهم الحافية دويلةً مارقةً قامت على سراب الديمومة والاستمرار.
في اليوم الـ 600 للحرب !!
باءت كل محاولات الغزاة بالفشل الذريع، والانهزام الفظيع، وكُسرت كلُّ حملاتهم المعلنة، والتي اخترعوا لها أسماءً توراتية للحسم السريع. واليوم أقبل بعضهم على بعض يتلاومون، ماذا جنينا بعد الـ 600 يوم من:
حرب الجبهات السبع، ثم حرب نهضة القيامة، ثم حرب السيوف الحديدية، ثم حرب أكتوبر، ثم عملية سهم الشمال، ثم عملية بأس السيف، ثم الآن عربات جدعون؟؟؟
غير الهزيمة الشاهدة اليوم وكل يوم على استحالة الحسم، وأنه أبعد من مصافحة الشمس الحارقة!!!
في اليوم الـ 600 للحرب !!
أرادوا كسر إرادة شعب يتنفس أرضه ومقاومته كما يتنفس الهواء، فعاد مكرهم عليهم وبالاً، وخبثهم خبالاً، ولازال الغزيون يصلون حبلهم بالسماء، وهم اليوم بالله أقوى، ولعظائم الأمور أشدّ تهيئةً؛ وقد صقلتهم فظائع تشيب لهولها الولدان؛ فكانوا لها، وارتقوا بها منابر الإمامة في الصبر واليقين؛ حتى أعجزوا وأبهروا.
في اليوم الـ 600 للحرب !!
لازلنا على وعد النصر، نرقب زمانه نصول ونجول..
وإنّنا بالغو زمانه ولو كُسّرت النصول على النصول.
نقود معركة سنكون فيها -بإذن الله- سادةً أعزاء.
أو محرضين بحدّ الدم شهـداء.
يرافقنا وعد النصر وعداً غير مكذوب، ويلازمهم فيها وعد الذلة والمسكنة فهو عليهم مضروب.
﴿إِنّا لَنَنصُرُ رُسُلَنا وَالَّذينَ آمَنوا فِي الحَياةِ الدُّنيا وَيَومَ يَقومُ الأَشهادُ﴾ [غافر: 51]
﴿ضُرِبَت عَلَيهِمُ الذِّلَّةُ أَينَ ما ثُقِفوا إِلّا بِحَبلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبلٍ مِنَ النّاسِ وَباءوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَت عَلَيهِمُ المَسكَنَةُ ﴾ [آل عمران: 112]…فاللهم نصـرك الذي وعدت أولياءك.
المصدر
صفحة الدكتور نائل بن غازي، على منصة X.
اقرأ أيضا
لماذا نحتاج أن ندافع عن غزة؟ وكيف نتخلص من العجز؟