لا يزال الفلسطينيون صامدين أمام الاعتداءات الغاشمة والمتكررة من اليهود الغاصبين للأرض. وما زالت المقاومة تلقنهم الدرس تلو الدرس.

عملية حراس الجدران

يتابع المسلمون -والعالم كله- في هذه الأيام المباركة الاعتداءات اليهودية البربرية على المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى، وعلى حي الشيخ جراح وعموم القدس المحتلة، ثم إعلان الجيش اليهودي عن إطلاق عملية عسكرية ضد غزة باسم: “حراس الجدران”، وأدى القصف الحاقد على أطفال ونساء ومدنيي غزة  إلى مقتل 52 فلسطينيًّا من بينهم أطفال -حتى كتابة هذه الكلمات-…

وما زالت المواجهات مستمرة، وقد أدان كثير من المسلمين -وغيرهم- الحماقات اليهودية الغاشمة وفضحت انتهاكاتهم للمسجد الأقصى والقدس وغزة بالصوت والصورة…

ونقول وبالله التوفيق:

إنَّ المتأمل لأحداث فلسطين يتلمح ثوابت لا تتغير في أحداث المنطقة منذ أن وطئت أقدام اليهود تلك الأراضي الإسلامية المقدسة؛ نذكر من تلك الثوابت:

أهل فلسطين خط الدفاع الأول ضد اليهود

ما زال أهل فلسطين مرابطين أشداء وحماة للمسجد الأقصى وعموم فلسطين..

رغم كل ما يمر به أهل فلسطين حفظهم الله تعالى من حملات تغريب ممنهجة ما زالوا دومًا هم خط الدفاع الأكبر في وجه اليهود؛ رغم انعدام الأسلحة، ورغم سيطرة اليهود الغاشمة..

وهذا يذكرنا بقوله صـلى الله عليه وسلم: «لا يَزالُ مِن أُمَّتي أُمَّةٌ قائِمَةٌ بأَمْرِ اللَّهِ، لا يَضُرُّهُمْ مَن خَذَلَهُمْ، ولا مَن خالَفَهُمْ، حتّى يَأْتِيَهُمْ أمْرُ اللَّهِ وهُمْ على ذلكَ. » قَالَ عُمَيْرٌ فَقَالَ مَالِكُ بْنُ يَخَامِرَ قَالَ مُعَاذٌ وَهُمْ بِالشَّأْمِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ هَذَا مَالِكٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاذًا يَقُولُ وَهُمْ بِالشَّأْمِ. 1[رواه البخاري (3641)].

الخير دائم في أمة محمد

حراس الجدران تسمية دينية

الحرب في فلسطين حرب دينية بين المسلمين واليهود..

تتضح هذه الحقيقة يومًا بعد يوم رغم مكابرة العلمانيين والمنافقين أذناب اليهود؛ فها هم متطرفوا اليهود -حسب التعبير الشائع- هم من يؤججون الصراع في كل مواجهة ليحققوا نبوءات اليهود المزعومة في هيكل سليمان وأرض الميعاد وغير ذلك، وحتى تسمية العملية العسكرية ضد غزة باسم: “حراس الجدران” هي تسمية دينية… يقول الكاتب اليهودي أوهاد حمو خبير الشؤون الفلسطينية في القناة 12 اليهودية:

… إنَّ مقاطع الفيديو من الاشتباكات في الحرم القدسي تتدفق بسرعة عبر مواقع الإنترنت، وسرعان ما أصبحت هذه الصور تؤكد على الحرب الدينية بين الجانبين…

رفض الشعوب للتطبيع

القدس وعموم فلسطين ما زالت هي قضية المسلمين الأكثر تأثيرًا وشعبية..

فرغم التطبيع القذر المعلن الذي وقع فيه حكام بعض الدول الإسلامية؛ فما زالت الشعوب الإسلامية حية تنبذ أي تطبيع مع اليهود القتلة المغتصبين؛ يدل على ذلك زخم المتابعات الإيجابية المتزايد يومًا بعد يوم، وحرقة المسلمين ودعواتهم في التراويح وعموم الصلوات لإخوانهم المرابطين في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح المحيط بالمسجد الأقصى وعموم فلسطين..

دعم أمريكا المطلق لليهود في توسعاتها

يصمم اليهود على التوسع في فلسطين بخطط مدروسة، وأنَّ القدس كاملة عاصمة إسرائيل الأبدية..

يقول نتنياهو:

أقول لأصدقائنا إنَّ القدس كاملة عاصمة إسرائيل الأبدية وسنواصل البناء فيها وفي كل أحيائها… اهـ

ولن يتراجع اليهود عن ذلك؛ لأنه من خططهم ومعتقداتهم القديمة التي هي سبب قيام دولة اليهود أصلًا..

حلم اليهود

أمريكا هي الداعم الأول لليهود مهما عربدوا ومهما انتهكوا..

هكذا كانت أمريكا منذ نشأتها حاقدة على المسلمين وداعمة لليهود وأعداء الإسلام، والشواهد على ذلك متواترة لا حصر لها؛ يقول المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية -بشأن الأحداث الأخيرة-:

ندعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها…

وتجاهل هذا البوق الأمريكي تمامًا انتهاكات اليهود لكافة القوانين وقرارات الأمم المتحدة منذ نشأة دولتهم، وتجاهل أيضًا تعدي اليهود الدائم على المقدسات الإسلامية وخاصة المسجد الأقصى، الذي كان تعديهم عليه الشرارة الأولى للأحداث الأخيرة..

خذلان الحكام العرب وإدانتهم على استحياء

حكام العرب والمسلمين ظواهر صوتية لا تعدو ذلك…

والمقصود هنا هم من صدرت عنهم إدانات لليهود،وليس الصامتين منهم،ولا من يظهرون الحكمة بإدانة الضحية والجلاد،ولا من يدين الضحية لعدم استسلامه لسكين الجلاد…

وها هي الرئاسة الفلسطينية قصارى جهدها أنها تطالب المجتمع الدولي بسرعة التحرك لوقف التصعيد الإسرائيلي في غزة والانتهاكات في القدس..

ويقول وزير الخارجية الأردني -بكل شجاعة-: إسرائيل تتحمل المسؤولية عن كل ما جرى وكل ما يجري… أكدت لنظيري الأمريكي أنَّ القدس خط أحمر وما حدث استفزاز لمشاعر نحو ملياري مسلم… ننسق مع أشقائنا بفلسطين وكل الأطراف لبلورة تحرك دولي قادر على وقف انتهاكات إسرائيل…

هذان مثالان لأصوات حكام العرب المتخصصين في مجرد الشجب والإدانة دون أي تحرك عملي..

المقاومة الفلسطينية أمل الأمة

ما زالت فصائل المقاومة الفلسطينية -وعلى رأسها حركة حماس- هي المدافع الأول عن المسجد الأقصى والقدس وعموم فلسطين..

تقول الغرفة المشتركة للمقاومة الفلسطينية:

… نحذر الاحتلال من التمادي في عدوانه، وآن الأوان له أن يدفع فاتورة الحساب… نطمئن أبناء شعبنا بأنَّ المقاومة التي راهنتم عليها لن تخذلكم وستبقى درعكم وسيفكم…

وتقول حركة حماس:

متمسكون بحقنا في الرد وصد العدوان وحماية مصالح شعبنا طالما استمر الاحتلال في تصعيده وعدوانه…

ويقول رئيس المكتب السياسي لحركة حماس:

القدس رسخت ميزان قوة جديد سياسيًّا وجماهيريًّا وميدانيًّا وإرادة شعبنا تنتصر… معادلة ربط غزة بالقدس ثابتة ولن تتغير؛ فعندما نادت القدس لبت غزة النداء… قررنا أن نستمر ما لم يوقف الاحتلال مظاهر العدوان والإرهاب في القدس والمسجد الأقصى…

وما زالوا حتى هذه اللحظات هم الخنجر الماضي في صدور اليهود…

أيَّدهم الله بنصره..

الجامعة العربية وخذلانها للقضية الفلسطينية

الجامعة العربية تؤكد دائمًا بأنها أحق باسم: الجامعة العبرية..

ها هو الأمين العام للجامعة العربية يقول -بكل وقاحة-:

إنَّ الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة عشوائية وغير مسؤولة…

وكأنه بكلماته هذه يطالب اليهود بالدقة في إصابة واستهداف المجاهدين المدافعين عن شرف أمة الإسلام في فلسطين، وظاهر كلامه أنَّه يخشى على اليهود من العشوائية التي تضر بسمعتهم..

صمود الفلسطينيين في الدفاع عن قضيتهم

حاجز الخوف لدى الفلسطينيين من بطش يهود يضعف يومًا بعد يوم..

فها هم رجال وشباب فلسطين ونساؤها وأطفالها لا يخشون القتل ولا الإصابات ولا الاعتقالات، ويظهرون قوة بأس عجيبة أمام حقارة اليهود واستهدافهم وضربهم المتواصل للمصلين والعُزَّل…

وها هم أهل فلسطين يتوافدون من كل البقاع  إلى القدس الشريف -حتى التي تدار من قبل اليهود- مُتَحَدِّين بذلك قوات الجيش اليهودي المدجج بالسلاح والعتاد، وليظهروا وقوفهم صفًّا واحدًا أمام كل التحديات رغم كل محاولات التفريق والتمزيق.. ولم يعودوا يخشون الاقتراب من رجال الشرطة اليهودية المسلحين بأنواع الأسلحة الحديثة، ورغم وجود التهديد المخابراتي اللصيق..

القدس للمسلمين

لا يمكن تهويد القدس..

صرح نتنياهو -كما تقدم معنا- أنَّ القدس كاملة هي عاصمة إسرائيل الأبدية…

والظاهر أنَّ هذا الأحمق لا يتابع ما يدور حوله من أحداث؛ فعامة اليهود في رعب والكثير منهم في الملاجئ لا يمكنهم الخروج لممارسة حياتهم الطبيعية، بينما الشباب الفلسطيني -وبكل شجاعة وإقدام- يضع روحه -وكل ما يملك- فداء للمسجد الأقصى مسرى رسول الله صـلى الله عليه وسلم، وأول قبلة صلى إليها المسلمون، وغير ذلك من الفضائل التي لا -ولن- تغيب عن عقول وقلوب المسلمين في فلسطين وفي مشارق الأرض ومغاربها…

وستظل الدماء تسكب حول القدس حتى تتحرر من دنس يهود وحلفائهم؛ ذلك وعد من الله ورسوله صـلى الله عليه وسلم والواقع يشهد له.

نصر الله تعالى عباده المؤمنين في القدس وعامة فلسطين وفي كل مكان ومكَّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم..

الهوامش:

  1. رواه البخاري (3641).

اقرأ أيضاً:

التعليقات غير متاحة