لا تزال فروخ الجهمية وجراثيم الإرجاء تؤثر تأثيرات تشل يد الأمة عن الانطلاق والحركة. ودور العلماء هو البيان الذي يمنع القيود ويوضح الحق.

وهذه الفتوى على هذا الطريق .. لبيان أن من فعَل الشرك فهو مشرك شاء أم أبى، وأن الإجراءات المشروعة من الاستتابة والإمهال لا تعني عدم كفره بالشرك الذي ارتكبه، وأن التلفظ بالشهادتين ينفع من يعمل بهما لا من ينقض أصلهما الشرك الأعظم

السؤال

هناك من يقول: كل من يتقيد رسالة محمد صلى الله عليه وسلم واستقبل القبلة بالصلاة، ولو سجد لشيخه، لم يكفر ولم يسمه مشركا.

حتى قال: إن محمد بن عبد الوهاب الذي تكلم في المشركين في خلودهم في النار إذا لم يتوبوا قد أخطأ وغلط.

وقال: إن المشركين من هذه الأمة يعذبهم ثم يخرجهم الى الجنة.

وقال إن أمة محمد لن يخلد فيهم أحد في النار!

الجواب

فعل الشرك ينقض الشهادتين

كل من آمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وسائر ما جاء في الشريعة إذا سجد لغير الله، من وليٍّ وصاحب قبرٍ أو شيخ طريق: يعتبر كافرا مرتداً عن الإسلام مشركا مع الله غيره في العبادة، ولو نطق بالشهادتين وقت سجوده؛ لإتيانه بما ينقض قوله من سجوده لغير الله.

لكنه قد يُعذر لجهله فلا تنزل به لعقوبة حتى يُعلَّم وتُقام عليه الحجة ويُمهل ثلاثة أيام؛ إعذارا اليه ليراجع نفسه، عسى أن يتوب.

فإن أصرَّ على سجوده لغير الله بعد البيان قُتل لردته؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم “من بدّل دينه فاقتلوه”. أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما.

كفر من سجد لغير الله

الاستتابة لا تعني عدم كفره

فالبيان وإقامة الحجة للإعذار اليه قبل إنزال العقوبة به، لا ليُسمى كافرا بعد البيان. فإنه يُسمى كافرا بما حدث منه من سجوده لغير الله أو نذره قُربة أو ذبحه شاة مثلا لغير الله.

وقد دل الكتاب والسن على أن من مات على الشرك لا يُغفر له، ويُخلَّد في النار؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾.(النِّسَاء: 48-116).

وقوله: ﴿مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ﴾(التّوبَة:17).

وبالله التوفيق..

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلّم.

……………………………

المصدر:

  • اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.

اقرأ أيضا:

  1. معنى «لا إله إلا الله». للإمام محمد بن عبد الوهاب
  2. أعظم نواقض الإسلام عشرة. للإمام محمد بن عبد الوهاب
  3. وجوب تحكيم شرع الله ونبذ ما خالفه .. لابن باز

التعليقات غير متاحة