332 – مفهوم 3: من ثمرات الاعتكاف والحج ومقاصدهما

الاعتكاف هو المكث في المسجد بنية التقرب إلى الله عزّ وجلّ، وهو يعين على مجاهدة النفس وإنشاء هم الآخرة عِوضًا عن الانشغال بالدنيا وهمومها، ومن أجَلِّ ما يثمره:

1 – التفرغ لمحاسبة النفس، فيصدق المعتكف حينها في توبته إلى الله، وتطمئن نفسه وتسكن.

2 – فراغ قلب المعتكف من شواغل الدنيا ومشاكلها، وامتلاؤه بذكر الله عزّ وجلّ.

3 – الأنس بكلام الله وكثرة تلاوة كتابه الكريم، وما يثمره تدبره من هدايات.

4 – الانقطاع عن الناس وكلامهم، وسلامة لسانه عند ذلك من آفات: الغيبة، والنميمة، والسب، والسخرية، …إلخ.

5 – الانتقال من حياة الترف وسط الأهل إلى حياة اعتزال مؤقت، ومسكنة في اللباس والفراش والمأكل؛ مما يُبَصِّره بحقيقة قدر الدنيا، ويثمر نشاطه واجتهاده في العبادة.

6 – تربية النفس على الصبر والمصابرة، وترويضها على أداء النوافل التي يفرط في كثير منها حال الانشغال بالحياة الدنيا خارج المعتكف؛ مثل أداء السنن الرواتب، والتبكير إلى الصلاة، وإدراك الصف الأول.، …إلخ.

أمَّا الحج فهو الركن الخامس من أركان الإسلام لمن استطاع إليه سبيلًا، والذي يعنينا هنا هو بيان مقاصده وثمراته لا صفته وتفصيل أحكامه؛ فالمقصد الأساس من الحج هو: تحقيق العبودية لله تعالى استجابة لقوله تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗا) [آل عمران: 97]، ومن مقاصده وثمراته أيضًا: تحقيق العديد من أعمال القلوب من: محبة الله عزّ وجلّ وتعظيمه كما قال تعالى: (ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ) [الحج:32]، ورجاؤه والخوف منه حيث يمحِّض الحاج رجاءه لله وحده ويدعوه بكل ما يرجوه منه، ويخاف إن لم يحج أن يقع تحت طائلة تتمة آية آل عمران السابقة: (وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ)، والتوكل عليه؛ ففي الحج مواقف تبرز فيها عبودية التسليم والتوكل على الله عزّ وجلّ، والإنابة والتوبة إليه؛ قال صلى الله عليه وسلم: (من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه) [رواه البخاري (1820)، ومسلم (1350)]، ومن مقاصده أيضًا إقامة ذكر الله.

المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445

انظر أيضا

مفاهيم حول الصيام والاعتكاف والحج

موضوعات كتاب: خلاصة مفاهيم أهل السنة