الربح الذي هو الزيادة في رأس المال شيء محبوب للنفوس، وهو مقصود التجارة والبيع والشراء، ولكن شتان بين ميزان الله عز وجل للربح والخسارة وبين موازين البشر وهذا مرتبط بالمباينة بين ميزان من يؤمن بالله عز وجل واليوم الآخر وما فيه من النعيم السرمدي أو العذاب السرمدي، وبين من لم يؤمن بذلك، أو هو في غفلة عنه.

الميزان الإلهي للربح والخسارة

بين الله عز وجل في كتابه الكريم حقيقة الربح والخسارة، وحقيقة المعيار الذي يوزنان به ، وقد ورد ذكر الربح بلفظ صريح مرة واحدة في القرآن في قوله تعالى عن المنافقين بعد ذكر بعض صفاتهم في أول سورة البقرة: (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ) [البقرة: 16] .

من الآيات التي تدل بمفهومها على الربح والفوز الحقيقين 

الآية الأولى: يقول الله عز وجل: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) [البقرة: 207].

ربح صهيب ربح صهيب

يقول ابن كثير – رحمه الله تعالى – عند هذه الآية : (وقوله : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ) لما أخبر عن المنافقين بصفاتهم الذميمة ذكر صفات المؤمنين الحميدة ، فقال : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ) قال ابن عباس وأنس وسعيد بن المسيب وأبو عثمان النهدي وعكرمة وجماعة: نزلت في صهيب بن سنان الرومي؛ وذلك أنه لما أسلم بمكة وأراد الهجرة منعه الناس أن يهاجر بماله، وإن أحب أن يتجرد منه ويهاجر فعل، فتخلص منهم وأعطاهم ماله، فأنزل الله فيه هذه الآية، فتلقاه عمر بن الخطاب وجماعة إلى طرق الحرة فقالوا له: ربح البيع. فقال: وأنتم فلا أخر الله تجارتكم، وما ذاك؟ فأخبروه أن الله أنزل فيه هذه الآية. ويروی أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: “ربح البيع صهيب: قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن عبيد الله بن مردويه، حدثنا سليمان بن داود، حدثنا جعفر بن سليمان الضبي، حدثنا عوف عن أبي عثمان النهدي عن صهيب قال : لما أردت الهجرة من مكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالت لي قريش: يا صهيب قدمت إلينا ولا مال لك، وتخرج أنت ومالك؟ والله لا يكون ذلك أبدا ، فقلت لهم: أرأيتم إن دفعت إليكم مالي تخلون عني؟ قالوا: نعم، فدفعت إليهم مالي فخلوا عني، فخرجت حتى قدمت المدينة ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : “ربح صهيب ربح صهيب” مرتين. وقال حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: أقبل صهيب مهاجرا نحو النبي صلى الله عليه وسلم، فاتبعه نفر من قريش، فنزل عن راحلته وانتثل ما في كنانته، ثم قال: يا معشر قريش قد علمتم أني من أرماكم رجلا، وأنتم والله لا تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم في كنانتي، ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء ثم افعلوا ما شئتم، وإن شئم دللتكم على مالي وقنيتي بمكة وخليتم سبيلي ، قالوا: نعم، فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ربح البيع” قال ونزلت: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) وأما الأكثرون فحملوا ذلك على أنها نزلت في كل مجاهد في سبيل الله؛ كما قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة:111]. ولما حمل هشام بن عامر بين الصفين أنكر عليه بعض الناس، فرد عليهم عمر بن الخطاب وأبو هريرة وغيرهما، وتلوا هذه الآية: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)1(1) تفسیر ابن کثیر 1/ 247..

من باع نفسه وماله في سبيل الله أيكون من الخاسرين؟

وحادثة صهيب رضي الله عنه في الميزان البشري تعد خسارة لصهيب، ولكن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم له؛ ربح البيع تدل على أنه ربح في ميزان الله ؛ ذلك أن موازين الإسلام تختلف عن موازين البشر في عقولهم المحدودة؛ فالله عز وجل يقول في كتابه الكريم: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) [التوبة: 111].

فعلى هذا يكون من باع نفسه وماله في سبيل الله رابحا وضامنا للجنة التي لا أغلى منها، ولا أربح ممن فاز بها، فلا شك أن من ربح هذه الجنة مقابل بذله لما يملك من مال في الدنيا يكون رابحا في ميزان الإسلام، وأنه لا يدخل أحد الجنة حتى يثقل موازينه بالأعمال الصالحة، لذلك قال تعالى: (فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الأعراف: 8].

الخاسرون في ميزان الإسلام

أما الخاسرون في ميزان الإسلام فهم ليسوا أولئك الذين خسروا أموالهم في الدنيا بالتجارة أو بغيرها، لكنهم الذين خفت موازينهم يوم القيامة بسبب قلة أعمالهم الصالحة التي فرطوا فيها عندما كانوا في الدنيا، لذلك قال تعالی: (وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ) [المؤمنون : 103].

وقال عز وجل: (قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) [الزمر: 14] .

الآية الثانية: قوله عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) الآية [التوبة: 111].

قالوا: ربح البيع

يقول سيد قطب – رحمه الله تعالى – عند هذه الآية: (وهذا النص الذي تلوته من قبل وسمعته ما لا أستطيع عده من المرات في أثناء حفظي للقرآن ، وفي أثناء تلاوته، وفي أثناء دراسته بعد ذلك في أكثر من ربع قرن من الزمان ؛ هذا النص حين واجهته في “الظلال” أحسست أنني أدرك منه ما لم أدركه من قبل في المرات التي لا أملك عدها على مدى ذلك الزمان!

إنه نص رهيب إنه يكشف عن حقيقة العلاقة التي تربط المؤمنين بالله ، وعن حقيقة البيعة التي أعطوها – بإسلامهم – طوال الحياة، فمن بايع هذه البيعة ووفي بها فهو المؤمن الحق الذي ينطبق عليه وصف (المؤمن) وتتمثل فيه حقيقة الإيمان، وإلا فهي دعوى تحتاج إلى التصديق والتحقيق !…

ولقد كانت هذه الكلمات تطرق قلوب مستمعيها الأولين – على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم- فتتحول من فورها في القلوب المؤمنة إلى واقع من واقع حياتهم، ولم تكن مجرد معان يتملونها بأذهانهم، أو يحسونها مجردة في مشاعرهم. كانوا يتلقونها للعمل المباشر بها ؛ لتحويلها إلى حركة منظورة، لا إلى صورة متأملة.. هكذا أدركها عبد الله بن رواحة رضي الله عنه في بيعة العقبة الثانية ، قال محمد بن كعب القرظي وغيره: قال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم – يعني ليلة العقبة – : اشترط لربك ولنفسك ما شئت. قال: “أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم”. قال: فما لنا إذا نحن فعلنا ذلك؟ قال: “الجنة”، قالوا: ربح البيع، ولا نقيل ولا نستقيل. وفي رواية : فنزلت: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ)2(2) الأثر رقم (7266) في تفسير الطبري ت. شاكر 14/499. (فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ):

استبشروا بإخلاص أنفسكم وأموالكم لله، وأخذ الجنة عوضا وثمنا ، كما وعد الله .. وما الذي فات؟ ما الذي فات المؤمن الذي يسلم الله نفسه وماله ويستعيض الجنة؟ والله ما فاته شيء، فالنفس إلى موت، والمال إلى فوت .

سواء أنفقهما صاحبهما في سبيل الله أم في سبيل سواه! والجنة كسب؛ کسب بلا مقابل في حقيقة الأمر ولا بضاعة! فالمقابل زائل في هذا الطريق أو ذاك !

ودع عنك رفعة الإنسان وهو يعيش لله ينتصر – إذا انتصر – لإعلاء كلمته، وتقرير دينه، وتحرير عباده من العبودية المذلة لسواه، ويستشهد – إذا استشهد- في سبيله، ليؤدي لدينه شهادة بأنه خير عنده من الحياة. ويستشعر في كل حركة وفي كل خطوة أنه أقوى من قيود الأرض، وأنه أرفع من ثقلة الأرض، والإيمان ينتصر فيه على الألم، والعقيدة تنتصر فيه على الحياة.

إن هذا وحده کسب، کسب بتحقيق إنسانية الإنسان التي لا تتأكد كما تتأكد بانطلاقه من أوهاق الضرورة، وانتصار الإيمان فيه على الألم، وانتصار العقيدة فيه على الحياة .. فإذا أضيفت إلى ذلك كله الجنة فهو بيع يدعو إلى الاستبشار؛ وهو فوز لا ريب فيه ولا جدال: (فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ))3(3) في ظلال القرآن 3/ 1717، 1718..

وفي الآيتين التاليتين ذكر للتجارة الرابحة التي مؤداها الفوز برضوان الله تعالى وجنته ، والنجاة من عذاب النار .

الآية الثالثة

قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [الصف: 10 – 12].

البيعة الرابحة والصفقة الكاسبة

يقول سيد قطب – رحمه الله تعالى – عند هذه الآية : (وهنا تبلغ الصفقة ذروة الربح الذي لا يعطيه إلا الله ، الله الذي لا تنفد خزائنه، والذي لا ممسك لرحمته ؛ فهي المغفرة، والجنات والمساكن الطيبة، والنعيم المقيم في الآخرة .

ومعها .. مع البيعة الرابحة والصفقة الكاسبة: النصر والفتح القريب.. فمن الذي يدله الله على هذه التجارة ثم يتقاعس عنها أو يحيد؟!

وهنا يبين للنفس خاطر أمام هذا الترغيب والتحبيب.. إن المؤمن الذي يدرك حقيقة التصور الإيماني للكون والحياة، ويعيش بقلبه في هذا التصور ويطلع على آفاقه وآماده ، ثم ينظر للحياة بغير إيمان، في حدودها الضيقة الصغيرة، وفي مستوياتها الهابطة الواطية، وفي اهتماماتها الهزيلة الزهيدة.. هذا القلب لا يطيق أن يعيش لحظة واحدة بغير ذلك الإيمان، ولا يتردد لحظة واحدة في الجهاد لتحقيق ذلك التصور الفخم الوسيع الرفيع في عالم الواقع، ليعيش فيه، وليرى الناس من حوله يعيشون فيه كذلك.. ولعله لا يطلب على جهاده هذا أجرا خارجا عن ذاته. فهو ذاته أجر.. هذا الجهاد.. وما يسكبه في القلب من رضا وارتياح. ثم إنه لا يطيق أن يعيش في عالم بلا إيمان، ولا يطيق أن يقعد بلا جهاد لتحقيق عالم يسوده الإيمان؛ فهو مدفوع دفعا إلى الجهاد ؛ كائنا مصيره فيه ما يكون)4(4) في ظلال القرآن 6/3560 (بتصرف يسير)۔.

الآية الرابعة

قوله تعالى: إ(ِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر: 29-30] .

الآية الخامسة

قوله عز وجل: (وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ * وَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ) [آل عمران:157-158].

الموت أو القتل في سبيل الله خير مما يجمعون

يقول سيد قطب – رحمه الله تعالى – عند هذه الآية: (فالموت أو القتل في سبيل الله – بهذا القيد، وبهذا الاعتبار – خير من الحياة، وخير مما يجمعه الناس في الحياة من أعراضها الصغار: من مال، ومن جاه، ومن سلطان، ومن متاع. خير بما يعقبه من مغفرة الله ورحمته، وهي في ميزان الحقيقة خير مما يجمعون. وإلى هذه المغفرة وهذه الرحمة يكل الله المؤمنين.. إنه لا يكلهم – في هذا المقام – إلى أمجاد شخصية، ولا إلى اعتبارات بشرية، إنما يكلهم إلى ما عند الله، ويعلق قلوبهم برحمة الله . وهي خير مما يجمع الناس على الإطلاق، وخير مما تتعلق به القلوب من أعراض)5(5) في ظلال القرآن 1/499..

الهوامش

(1) تفسیر ابن کثیر 1/ 247.

(2) الأثر رقم (7266) في تفسير الطبري ت. شاكر 14/499.

(3) في ظلال القرآن 3/ 1717، 1718.

(4) في ظلال القرآن 6/3560 (بتصرف يسير)۔

(5) في ظلال القرآن 1/499.

اقرأ أيضا

خصائص الميزان الإلهي

الميزان الإلهي للدنيا والآخرة

الميزان الإلهي للغنی والفقر

التعليقات غير متاحة