إن القرآن حرم اليأس وندد باليائسين، فعالج هذا المرض الخطير بالتحريم القاطع لينقطع دابره من النفوس، فلا يجوز للمسلم أن ييأس أبداً فاليأس قرين للكفر.

قد يقول قائل: لماذا وكيف نتفاءل وواقع المسلمين كما نرى ونسمع؟ فأقول: يجب أن نتفاءل لأسباب كثيرة منها ومن أهمها:

القرآن الكريم حرم اليأس، وندد باليائسين

وهذه من أولى البشارات، ومن أول البشائر: أن القرآن حرم اليأس وندد باليائسين، فعالج هذا المرض الخطير بالتحريم القاطع لينقطع دابره من النفوس، فلا يجوز للمسلم أن ييأس أبداً فاليأس قرين للكفر، واسمع لقول الحق عز وجل: (وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ) [يوسف:87] فاليأس صفة للكافرين واليأس قرين الضلال، قال تعالى: (قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ) [الحجر:56] .

حذر الله عز وجل من اليأس والقنوط، إذاً نقول لليائسين المخذلين: إن اليأس في دين الله لا يجوز، فحذر من اليأس، واحذر من التيئيس! فإنها أول علامة للهزيمة، والفتور، والخور النفسي، إن أول علامة للهزيمة النفسية التي أصابت كثيراً من المسلمين اليوم هي في قضية اليأس والقنوط عياذاً بالله.

بشائر القرآن بالنصر والتمكين لمن أقام الدين

ولو لم يكن سوى هذه البشائر لكفى فهي نصوص ووعود مِن مَن؟ ممن بيده ملكوت السموات والأرض، وبيده الأمر كله، فلماذا إذاً الضعف والهوان؟! ولماذا الخوف والخور والله سبحانه وتعالى معك مؤيداً وناصراً؟ أين الثقة بالله أيها الأحبة؟! أين اليقين بقدرة الله وقوته؟ اسمع! لهذه الآيات وتدبرها عندما قال الحق عز وجل: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [التوبة:33] إظهار دين الله أمر تكفل به الله سبحانه وتعالى، قال سبحانه وتعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) [النور:55] .

إذاً: فهذا هو عهد الله، واسمع لقول الحق عز وجل يوم أن قال: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ) [الحج:40-41] هذا هو الهدف، هذا هو الذي يريد الله عز وجل من عباده (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ) [الحج:41] وقال سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد:7] وقال: (وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) [الروم:47] .

في هذه الآيات أخبر سبحانه وتعالى أن من سنته في خلقه أن ينصر عباده المؤمنين لكن متى؟ إذا قاموا بنصرة دينه، إذا قاموا بما كلفوا به، إذا قاموا بواجب الدعوة إلى الله، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، فقد وعد الله المؤمنين باستخلافهم في الأرض، وأن يمكن لهم دينهم، وأي أمل للمسلم فوق وعد الله عز وجل، وأي رجاء بعد ذلك للمؤمن الصادق يوم أن وعده الحق سبحانه وتعالى، هذه بعض نصوص القرآن.

بشائر السنة باستخلاف المسلمين

– روى الإمام أحمد: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إن أول دينكم نبوة ورحمة، وتكون فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله جل جلاله، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة تكون فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله جل جلاله، ثم تكون ملكاً عاضاً فيكون ماشاء الله أن يكون، ثم يرفعه الله جل جلاله، ثم يكون ملكاً جبرياً فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعه الله جل جلاله، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، تعمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ويلقي الإسلام بجرانه في الأرض، يرضى عنها ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدع السماء من قطر إلا صبته مدراراً، ولا تدع الأرض من نباتها ولا بركاتها شيئاً إلا أخرجته)1(1) رواه الإمام أحمد والبزار والطيالسي وقال الهيثمي عن الحديث: ورجاله رجال الصحيح..

وروى الدارمي وأحمد وابن أبي شيبة عن أبي قبين قال: (كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص وسئل: أي المدينتين تفتح أولاً القسطنطينية أم رومية -والقسطنطينية هي الآن عاصمة تركيا اسطنبول وقد فتحت، أما رومية فهي عاصمة إيطاليا الآن والتي فيها مقر الصليبية، والتي فيها دولة الفاتيكان التي تقود الأمة النصرانية في مثل هذا الوقت- فدعا عبد الله بصندوق له حلق قال: فأخرج كتاباً فقال: عبد الله بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولاً ؟ فقال : مدينة هرقل -يعني القسطنطينية -)2(2) رواه الدارمي وأحمد وابن أبي شيبة، والحديث حسنه المقدسي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي على تصحيحه..

وقد تحقق الفتح الأول على يد الخليفة العثماني محمد الفاتح رحمه الله تعالى، وذلك عام ثلاثة وخمسين وأربعمائة وألف للميلاد، أي: بعد تقريباً ثمانمائة سنة من وعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ونحن ننتظر الآن صدق الوعد الآخر، وهو سقوط رومية أو روما بفضل من الله وبمشيئة منه تعالى، وهذا وعد منه صلى الله عليه وسلم لابد صائر بمشيئة الله.

وأيضاً روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (إن الله زوى لي الأرض -أي ضمها وجمعها- فرأيت مشارقها ومغاربها، وأن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها) وفي الحديث الذي رواه ابن حبان: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل به الكفر)3(3) رواه مسلم وأحمد وأصحاب السنن إلا النسائي..

وأيضاً هذان الحديثان يؤكدان: حتمية رجوع الإسلام إلى مركز الريادة، وموضع القيادة، ومقام السيادة من شرق الدنيا إلى غربها، لتتحقق إرادة الله التي اقتضاها للأمة الإسلامية منذ الأزل.

وروى الشيخان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر: يا مسلم! هذا يهودي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود)4(4) رواه الشيخان. وهذا الحديث يشير إلى أن اليهود سيجتمعون في مكان، ثم يتسلط عليهم المسلمون، وهذا هو الواقع الكائن، والدلائل تشير إلى هذا، فإن اليهود يجمعون أعوانهم وأهلهم من كل مكان في فلسطين.

وأيضاً لا ننس أحاديث الطائفة المنصورة، وقد وردت عن عدد من الصحابة منها: حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه عند مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك)5(5) رواه مسلم..

وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل أمتي مثل المطر لا يُدرى أوله خير أم آخره)6(6) رواه أحمد والترمذي وقال الترمذي: حديث حسن، وصححه الألباني في صحيح الترمذي..

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (بشر هذه الأمة بالسناء والنصر والتمكين، ومن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب)7(7) رواه أحمد وابنه عبد الله في زوائده وابن حبان والحاكم وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي على ذلك، وقال الألباني في أحكام الجنائز: إن إسناد عبد الله صحيح على شرط البخاري..

من هذه النصوص من القرآن والسنة يتبين لنا أن هذه النصوص كلها بشائر لنصرة الإسلام وتمكينه، ألا فليثق الدعاة إلى الله عز وجل بهذه المبشرات مهما كان في الطريق من عثرات (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) [آل عمران:142] ولو لم يكن من البشائر والمبشرات سوى هذه النصوص لكفت، فكيف والتاريخ يشهد لذلك؟ وكيف والواقع يتفجر عن ينابيع الإسلام؟

كن مِن مَن شارك لنصرة هذا الدين..وصايا ونتائج

ولكي تتم الفرحة بهذه البشائر، ولكي تلحق بالركب، ولتنال شرف نصرة هذا الدين فإليك هذه الوصايا التي لا يتم الموضوع إلا بها.

أولا ً: الجد والعمل والمثابرة

يتعجب بعض الناس من هيمنة الغرب ودوره القيادي، فأقول: لا تعجب! فإن من سنة الله عز وجل في خلقه أن من عمل وسعى وبذل جهده، وطاقته في تحصيل مقصد أو هدف وصل إليه ما لم تقم بعض الموانع والأسباب الحائلة دون ذلك، فالمسلمون حين يستجمعون قوتهم، وحين يستجمعون أسباب التوفيق والتمكين المادية والمعنوية فإنهم يصلون إلى ما وصل إليه الغرب وأكثر -أقصد في القيادة والريادة- فهم مع ذلك -أي: المسلمون- يملكون العون من الله والتوفيق لأنهم حملة دينه، وحماة شريعته.

إذاً: فالغرب وصل إلى ما وصل إليه الآن بالجد والعمل والمثابرة، ولو عمل المسلمون بهذه الأسباب لنالوا ذلك لأننا نتفوق على الغرب بالعقيدة -بلا إله إلا الله- فإن تخلينا عن لا إله إلا الله، وتخلينا عن هذا الدين انخفضنا وارتقى الغرب علينا، وأصبحت القيادة والريادة بيده كما هو حال الناس اليوم.

ثانياً: الانشغال بصناعة النصر والبذل والتضحية والصبر في سبيل الله ومن أجل هذا الدين

متى يكون هذا النصر للإسلام؟! اليوم أو غداً أم بعد سنوات هذا السؤال ربما خطر على بعض الناس، فأقول: المهم أن تثق بنصرة هذا الدين، وقد لا تشهد أنت هذه النصرة، ولكن اسأل هل أنت ممن صنع هذه النصرة؟ هل أنت ممن شارك في هذه النصرة؟ ما هو رصيدك من العمل والدعوة والعبادة؟ ما هو رصيدك من البذل والتضحية والصبر في سبيل الله ومن أجل هذا الدين؟ إن النصر لا ينزل كما ينزل المطر، وإن الإسلام لا ينتشر كما تنتشر أشعة الشمس من حين تشرق، ألم تقرأ في القرآن قول الحق عز وجل: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا) [يوسف:110] بعد الشدة وبعد وصول الأمر منتهاه جاء الفرج وجاء النصر، ألم تقرأ في القرآن قول الحق عز وجل: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ) [البقرة:214] بلغ الأمر منتهاه (مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) [البقرة:214] .

إذاً: فالأمر يتطلب منا أن نبذل ما نستطيع من جهود مالية وبدنية وفكرية لنشر الخير، ابذل ما تستطيع من أي جهد مالي أو فكري أو بدني لنشر الخير، فالصور كثيرة وأبواب الخير كثيرة جداً، والدعوة في هذا المجتمع، وإصلاح ما نراه فيه من خلل مهما بذل الإنسان من جهد فإنه قليل في ذات الله عز وجل.

ثالثاً: الاستمرار بالدعاء والإلحاح فيه

الاستمرار بالدعاء والإلحاح فيه وعدم الانقطاع، خاصة عند حدوث الفتن ونزول المصائب، وهذا الأمر مطلب شرعي تركه والغفلة عنه سبب للعذاب، اسمع لقول الحق عز وجل يوم أن قال: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأنعام:42-43] نعوذ بالله من قسوة القلب.

رابعاً: الآخرة هي دار القرار

موتانا في الجنة وموتاهم في النار، الدنيا لهم والآخرة لنا، حقيقة نسيها المسلمون حتى أصبحت الدنيا لكثير من المسلمين غاية وهدفاً، فأصابهم الهوان والذل، وهذا هو واقع كثيراً من المسلمين، والله يقول: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران:139] والهوان قد يكون للالتفات للدنيا وملذاتها وشهواتها.

خامساً: تذكر أن كيد الشيطان كان ضعيفا وانشغل بالعمل لهذا الدين ونصرته

لا ننس ضعف كيد الكافرين مهما كان عملهم، ومهما كانت قوتهم، فإن سعيهم في ضلال مهما كان هذا الكيد، ومهما كان هذا الجهد لحرب الإسلام والمسلمين، ومهما اتبعوا من وسائل فإن الله عز وجل يقول: (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ) [النساء:76] انظر المبادئ انظر العقيدة!! (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) ويكفي هذا فخراً ونصرة (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً) [النساء:76] .

الله عز وجل يخبرنا أن كيد الشيطان وأولياؤه كان ضعيفاً، لكن هذا الكيد المهم أنه كيد مادام أنه وجد ضعفاً من المسلمين فسيكون الأعلى مع ضعفه وهوانه وحقارته ما دام وجد من المسلمين هواناً وضعفاً فإن هذا الكيد الضعيف ما دام كيداً وعملاً يرتقي ويصبح عالياً على المسلمين، وإلا فكيد الشيطان وأولياء الشيطان كيد ضعيف، وقال عز وجل: (ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ) [الأنفال:18] المهم اعمل تحرَّك فكِّر ابذل لهذا الدين، ادع لله عز وجل كيفما استطعت، سجل في موازين أعمالك وفي حسناتك أعمالاً صالحة، سجل فيها أناساً اهتدوا وصلحوا على يديك، وستجد أثر ذلك، تحرك إلى الله عز وجل، ابذل ما تستطيع، حَرِّك الأمة معك، فكر بحال الأمة، احمل همّ الدنيا وهمّ هذه الأمة، ستجد بعد ذلك نصرة الله عز وجل وستجد التوفيق من الله عز وجل؛ لأن الله عز وجل أخبرنا أنه موهن كيد الكافرين، مهما كان هذا الكيد ومهما بلغ، وقال عز وجل: (وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ) [غافر:25] وقال: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) [الأنفال:36] .

هذه هي الحقيقة بعد ذلك توكل على الله عز وجل، وقم ولا يصيبك الهوان ولا يصيبك الخمول ما دمت واثقاً بنصرة هذا الدين، وواثقاً بهذه البشائر وبهذه المبشرات.

الهوامش

(1) رواه الإمام أحمد والبزار والطيالسي وقال الهيثمي عن الحديث: ورجاله رجال الصحيح.

(2) رواه الدارمي وأحمد وابن أبي شيبة، والحديث حسنه المقدسي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي على تصحيحه.

(3) رواه مسلم وأحمد وأصحاب السنن إلا النسائي.

(4) رواه الشيخان.

(5) رواه مسلم.

(6) رواه أحمد والترمذي وقال الترمذي: حديث حسن، وصححه الألباني في صحيح الترمذي.

(7) رواه أحمد وابنه عبد الله في زوائده وابن حبان والحاكم وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي على ذلك، وقال الألباني في أحكام الجنائز: إن إسناد عبد الله صحيح على شرط البخاري.

المصدر

المكتبة الشاملة محاضرة بعنوان: “بشائر ومبشرات” للشيخ إبراهيم الدويش، بتصرف يسير.

اقرأ أيضا

ولا تهنوا ولا تحزنوا .. فالنصر قادم

من سنن النصر: “وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ”

حتى نستحق النصر

أسباب النصر وأصول التمكين (1-2)

من بشائر النصر في اللحظات الحرجة .. مواجهة التتار والصليبيين

من بشائر النصر في اللحظات الحرجة .. يوم الأحزاب

التعليقات غير متاحة