عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة دورتها الخامسة والسبعين. وجود أوضاع الهيمنة وتتابع أجيال وملايين عليها لا تعني أنها صارت حقا. للإسلام خطته ومنهجه، ووجوب وجوده على الساحة العالمية يقرر ويوجه بوضوح وعزة واستقلال قرار.

الخبر

“انطلقت في نيويورك بالولايات المتحدة اليوم الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة ضمن أعمال الدورة الـ (75) للجمعية بمشاركة من عشرات الزعماء.

وأنشئت منظمة الأمم المتحدة عام 1945 غداة انتهاء الحرب العالمية الثانية.

وعاما بعد عام، تجتمع الدول الأعضاء في قاعة الجمعية العامة بالمقر في نيويورك في شهر أيلول/سبتمبر لحضور الدورة السنوية للجمعية العامة ومناقشتها العامة”. (1موقع “أخبار الأمم المتحدة”: المناقشة العامة للدورة الـ75، 22 – 29 أيلول/سبتمبر 2020
موقع “اليوم السابع”: افتتاح أعمال الدورة الـ 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة
)

التعليق

نشأت أجيال ترى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وتسمع عن الشرعية الدولية والقانون الدولي، وتسمع عن حق النقض “الفيتو”، وترى عدم وجود المسلمين في مجلس الأمة بحق القيتو أو بتمثيل مؤثر..

كما تسمع عن حرمة مهاجمة الكيان الصهيوني وإباحة الدم المسلم ومذابحه. وترى المسارعة لحقن دماء الأمم والرضا بقتل المسلمين بل وتقطيع لحومهم في ميانمار وتهجير نصف شعب مسلم في سوريا وتهجير شعب بكامله كشعب فلسطين المسلم.. الخ

نشأت هذه الأجيال على هذا فتوهمت أن مجلس الأمن منذ قرون، وأن الشرعية الدولية كأنها منزلة من السماء، وأن القواعد الأمريكية في بحار المسلمين أمر طبيعي خَلقي..! وأن الكيان الصهيوني نبتة طبيعية في المنطقة لا بد منها..!!

كَمْ وَهْمٍ أنشأه استقرار الواقع، وكأن الحق غريب سيقلب الموازين، بينما هذا الظلم الفاحش هو ما تدور به الأرض وتدب به الحياة..!

ثم ترى الأجيال الناشئة رؤساء الكيانات الهزيلة الشائهة للمسلمين، تحت مسمى “الأوطان”، يتداعون الى إلقاء كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيتكلمون كلاما فارغا بلا قيمة، يرددون ما يقرره به كبار الصليبيين في الغرب، وبعضهم يردد استجداءات بلا قيمة.. فتظن الأجيال أن هذا هو المكان الطبيعي للمسلمين..!! وأن قمة الإنجاز أن يصل أحد الأفراد ليكون ممثلا دبلوماسيا في الأمم المتحدة ومجلس الأمن فيكون محل تباهٍ وشرف، بينما هو يمثل ظاهرة صوتية تمثل عددا من الخاضعين المصطفّين خلف قيادة العالم الصهيو مسيحية ويلتزمون المقاعد التي أمرهم سادتهم أن يلتزموها..!

إنهم يذهبون الى هذا المكان ليعلنوا خضوعهم للنظام الصهيو صليبي العالمي الذي جاء بعد الحربين العالميتين؛ الأولى التي سقط فيها التمثيل السياسي للمسلمين (الخلافة)، والثانية التي عدّلت وقررت ترتيب القوة العالمية التي نتجت عنها لتحكم العالم في هذه الحقبة.

يجب أن يعلم المسلمون وأبناء المسلمين والأجيال الناشئة.. أن مجلس الأمن والأمم المتحدة هي إعلان هيمنة صهيو صليبية على العالم، وخاصة على العالم الإسلامي. وأنه نتاج حروب قُصد بأولها إسقاط خلافة المسلمين. وأنه حدَثٌ أليم في حياة المسلمين أعلن عن تأخرهم الى حين، وأن هذه الهيمنة مرفوضة للمسلمين وأنها تناقض دينهم وتجرح كرامتهم، وأن القانون الدولي ليس شرعة للمسلمين بل شرعتهم منهج الله المنزل على لسان محمد، صلى الله عليه وسلم. وأن المتقافزين ممن يسمون “رؤساء” ليسوا رؤساءا ولا حكاما بل هم أُجراء للعدو وعنوانٌ للخصوع له، ومندوبون عنه.

[للمزيد: آمنا بالله وحده وكفرنا بالشرعية الدولية .. (1-2)]

ويجب أن يعلم المسلمون، وأبناء المسلمين، والأجيال الناشئة.. أن هذا النظام العالمي عنوان للظلم والفوضى والإضطراب وتهميش المسلمين، بل وإذلالهم وتبعيتهم، بل وإعلان عن هزيمتهم عالميا وعن خروجهم من الصراع العالمي والوجود السياسي المستقل، والذي يشرف مجلس الأمن والأمم المتحدة على استمرار تفتيتهم وتبعيتهم وضعفهم وخضوعهم لمحركي مجلس الأمن ومُنشئي قراراته ومنفّذي جرائمه.

وأن واجب المسلمين هو العودة للإسلام شريعة وهوية وراية، والتقدم به في العالم. وواجبهم امتلاك القوة وتحصيلها وتوطينها وتطويرها، وأن يكونوا كفؤا وندا للقوى الصهيو صليبية وأن يتخلصوا من التبعية والضعف والخضوع، وأن يعيدوا ـ ويجبروا العالم ـ على إعادة ترتيب القوى الحاكمة فيه، وأن يحجز المسلمون مكانا ومكانة يرفضون بها الذل والتبعية والخضوع، ويقررون بها دين الله، وعدالة السماء، وقوانين رب العالمين.

إن هذه الهيئة الأممية الكافرة ومحاكمها وأعضاءها هي الطاغوت الذي أُمرنا أن نتبرأ منه ونكْفر به وأن نرفع أصواتنا بما صدَع به ابراهيم، خليل الرحمن، عليه الصلاة والسلام، ومن معه ﴿إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ﴾ (الممتحنة:4)

[للمزيد: آمنا بالله وحده وكفرنا بالشرعية الدولية .. (2-2)]

خاتمة

ليعلم أبناؤنا وإخواننا أن ما يرونه غير صحيح، وأن جريان الأمور عليه لا تعني صحته، وأن من يجرعونك التبعية والخضوع هم فجرة ظالمون. يجب أن يتعلم المسلمون وأبناء المسلمين والأجيال الناشئة أن “الحال المؤقت” لظروف الضعف مختلف عما يجب أن تكون عليه أوضاع الاستقرار..

لقد كنتم خير أمة، وستبقون خير أمة، والعالم ينتظر دور خير أمة، فلا تخدعنا شعارات الظالمين مهما لمعت عليهم أضواء الكاميرات والشهرة؛ فكم تحتها من قبح دميم وظلم فادح وفراغ من الخير.

……………………………..

هوامش:

  1. موقع “أخبار الأمم المتحدة”: المناقشة العامة للدورة الـ75، 22 – 29 أيلول/سبتمبر 2020
    موقع “اليوم السابع”: افتتاح أعمال الدورة الـ 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة