يُفجع المسلمون بموت الصالحين. وسمات التعبد والأخلاق والعمل الدعوي يتميز بها من يؤهلهم الله تعالى لأدوار ومواقف وسيرة طيبة، ونظن منهم الشيخ “فهد القاضي” رحمه الله.

مولده واستقامة نشأته

وُلِد ـ رحمه الله ـ عام (1377هـ)، وتدرّج في التعليم النظامي، وتخرج بكلية الشريعة بالرياض، ثم عمِل في التعليم العام معلما في المرحلة الثانوية عشرين عاما، وتقاعد تقاعدا مبكرا عام (1419)، وتفرّغ بعد التقاعد لأعمال الدعوة إلى الله، وتوفي ليلة الثلاثاء (16) ربيع الأول، عن ثلاث وستين سنة وأشهر.

كان، رحمه الله، موصوفا بالاستقامة من صِغره، حدثني أحد أقرانه قائلا: كان مقعدي بجانب مقعده في الثالثة المتوسطة، فسألته يوما في الاختبار: ما الجواب الصحيح يا فهد..؟ فرد عليّ: من غشنا فليس منا..!

وحدثني صديق له: حججنا معاً ونحن في أول الجامعة، فجلسنا مرة نتسمّع أحاديث رجال الأمن عبر الراديو وهم يتنادون ويتخاطبون باللاسلكي، فمرّ بنا الشيخ فهد فقال: “ولا تجسسوا” أو كلمة نحوها.

يقول: كنت أذكره في الجامعة في الفسحة يفرش سجادته ويظل يصلي أو يقرأ.

لما كان في أواخر المرحلة الثانوية كان ـ كغيره من أقرانه ـ يتطلّع إلى دراسة تؤهله لوظيفة جيّدة الدخل، فكان عازما على الالتحاق بكلية الطب، لكن أخته الموفّقة اللبيبة (عمتي مزنة) حفظها الله أشارت عليه بكلية الشريعة، ورغّبته في فضل العلم الشرعي، فرغب في ذلك، ودرس في كلية الشريعة.

من سِمات التعبد

كان، رحمه الله، شديد الإخفاء لأعماله الصالحة، لا يتحدث عن جهوده ومساعيه الخيرية، وكنت ـ وأنا ابنه ـ لا أعلم بكثير من أعماله إلا بخبر مَن صاحبه في تلك الأعمال، أما هو فلم يكن يتحدث بشيء من ذلك، وإذا أراد أن يتحدث بعمل قام به للتشجيع على عمل الخير والإفادة من التجربة كنَّى ولم يبيّن أنه هو من قام بذلك العمل، فيقول: إن بعض الناس ـ وهو يعني نفسه ـ فعل كذا وكذا وحصل بحمد الله من الخير كذا وكذا.

كان، رحمه الله، كثير الصلاة، وكثيرا ما كان في أوقات الانتظار في المطار أو الدوائر الحكومية يقضي وقت الانتظار بالصلاة، وكذلك في السفر بالطائرة والسيارة يصلي كثيرا، وكانت صلاته طويلة، وكذلك إذا جاء يوم الجمعة إلى الجامع ـ وهو يبكّر إليها جدا ـ يقضي الوقت بالصلاة إلى دخول الخطيب.

كان مرة معتكفا، فدخلْت عليه في غرفته وهو يصلي، فأردت أن أصلي معه، فصففت معه، فقرأ قراءة طويلة، حتى قرب وقت السحور، فقال: “آتنا غداءنا” فانفصلت عنه وأتممت صلاتي خفيفة وخرجت لإحضار السحور.

كان لا يترك الجلوس في المسجد بعد صلاة الفجر بحال، وكم مرةٍ قدمنا من سفر في آخر الليل فكنا ننتظر صلاة الفجر لننام بعدها، وأما هو فيصلي الفجر، ثم لا يترك عادته في الجلوس إلى طلوع الشمس.

كان كثير الصيام، فلم يكن يترك صوم الاثنين والخميس وأيام البيض وأكثر شهر محرم وشعبان، وفي السنوات العشر الأخيرة من عمره أصبح يُكثر الصوم في فصل الشتاء، وكان في آخر عمره أكثر نشاطا واجتهادا في العبادة.

كان كثير الاستخارة لله تعالى في جميع شؤونه، حتى ما يُستصغر منها، ويوصي بذلك كثيرا.

النفع المتعدي والإحسان الى الخَلق

عُرِف، رحمه الله، بالإحسان إلى الناس، بالمال والجاه والرأي وغير ذلك، فقصده أصحاب الحاجات وعرفوه.

كم مرةٍ رأيت جماعة من العمّال البنغاليين في الحيّ يأتونه يشكون إليه أن أحدا من أصحابهم محبوس في الشرطة أو الجوازات، ويطلبون منه متابعة قضيته، فيسعى فيها بنفسه إن قدَر، أو يرسل أحدا من طرفه أو يوصي أحدا من معارفه.

أما في أيامه الأخيرة فلا يعلم إلا الله عدد الذين أُفرج عنهم بسببه من المديونين المُعسِرين، فكان يجتهد في التحري عن أحوالهم والتحقق من استحقاقهم للمساعدة، ثم يسعى لهم عند المحسنين للسداد عنهم، أو التخفيف من ديونهم، أو توكيل من يرافع في المحكمة عنهم، أو سدّ حاجات أُسرهم، أو قضاء حاجات أولادهم في المدارس وغيرها.

كان، رحمه الله، زاهدا في الدنيا، يأخذ منها حاجته، ويتصدق بالفضل، وكان عزيز النفس.

لما بُنى بيته بناه بناء خاليا من الزخارف والزينة، فأنوار البيت (نجفات) ليس فيها (ثُريا)، والمجلس جلسة أرضية ليس فيه (كنب)، والبيت مفروش بالفرش العادي (موكيت) ليس عليه (زلّ)، وليس في البيت ستائر، ثم لما كبر أولاده وصار لهم شيء من الاستقلال المالي زادوا في البيت زيادات في تحسينه وأثاثه، فلم يمنعهم من ذلك، فكان لا يشدّد على أولاده في الزهد الذي يحمل نفسه عليه.

رأت أمي ـ حفظها الله ـ بعد زواجها به أنه آخذ بيدها في طريق، والناس جالسون عن يمنته ويسرته، وهو يجري بها جريا شديدا، حتى علا بها فوق مرتَفع من الأرض.

لم يترك بعد موته من النقود شيئا، سوى راتبه التقاعدي للشهر الأخير، فقد كان ينفق على نفسه وعياله مقتصدا في نفقته، ويتصدق بما فضل.

عرضت عليه مرّة المشاركة في مساهمة عقارية ـ فيما أظن ـ فابتسم لي، ولم يردّ بشيء.

قال لي تاجر هندي صحبه ستة أشهر في آخر حياته رحمه الله، قال لي بلغته المكسّرة: إذا أردت أن تعرف سيرة النبي صلى الله عليه وسلم عمليا فانظر إلى هذا الرجل.

الأسرة والتوازن

من أبرز صفاته في نفسي: التوازن بين الحقوق، وعدم تغليب طرف منها على آخر، فكان، رحمه الله، مع اهتمامه الكبير بالإصلاح وشؤون المسلمين إذا دخل علينا في البيت فكأنه رجل فارغ من الهموم، فيدخل ويجلس معنا ويتحدث حديث الأب.

وكان مع اهتمامه بالإصلاح العام معتنيا بأسرته الخاصة، فأذكر من صِغري أن له عادة في الجلوس للشاي بعد صلاة العصر، وفي هذه الجلسة يكون قد اختار كتابا للقراءة، فيجلس هو وأمي لشرب الشاي، ويُعطي الوالدة كتابا تقرؤه في هذا المجلس، واستمرت هذه العادة بعد أن كبرنا، فكان لا يترك هذه العادة مرة أو مرتين أو ثلاث مرار في الأسبوع، فإذا اجتمع أولاده في المغرب أو بعد العشاء ختم المجلس بقراءة قصيرة لطيفة من كتاب من الكتب، وأكثر ما كان يختاره للقراءة: “لطائف المعارف” لابن رجب، و”المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح” للدمياطي، رحمهما الله.

وكان عظيم البِرّ بوالديه، مما أتذكر: أنه كان يحج بوالدته كل عام، وذلك إلى ما قبل وفاتها بسنتين وقد قاربت التسعين، وكان في حجه يتفرغ لخدمتها، ويعتمر بها في كل رمضان، وفي كل عطلة صيفية، وكان إذا جلس عندها في بيتها جلس بخضوع وأدب، ويزورها في بيتها كل يوم، وفي مرضها كان يأتيها في اليوم مرتين، مع استغنائها عن الخدمة بوجودها في بيت أحد أبنائها أو بناتها.

وكان شديد العناية بالعلم، يحثّ الشباب ويحرضهم عليه، وعلى لزوم العلماء، وأذكر أنني بعد الثانوية استأذنته في السفر إلى “عنيزة” للدراسة عند الشيخ “محمد بن عثيمين” رحمه الله رحمة واسعة، فقال لي: يا بني..! أنا أبّ، ولكن عاطفتي عاطفة أم..! وقد أذنت لك في السفر.

شيوخه

ممن أتذكر من مشايخه: الشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ فهد بن حميّن، والشيخ صالح الناصر، رحمهم الله.

أما شيخه الذي لازمه فهو الشيخ الوالد “عبد الرحمن البراك” متّعنا الله به، لا أعلم متى بدأت صحبته له بالضبط، لكن الذي أعلم أنه من عام (1414هـ) كان ملازما للقراءة عليه، وقد قرأ عليه كتبا من المطولات، منها التمهيد لابن عبد البر، وأكثر صحيح مسلم، ومختصر تفسير ابن كثير لأحمد شاكر.

وكان كثير الاستماع لدروس المشايخ المسجّلة، فإذا ركب السيارة فإما أن يقرأ القرآن أو يستمع إلى شيء من الدروس، وإذا جلس على الطعام وحده استمع إلى بعض الدروس، ومما أذكر أنه كان يستمع إليه:

“شرح المنتقى” للشيخ ابن باز، و”شرح الزاد” للشيخ ابن عثيمين، و”شرح التجريد الصريح” للشيخ عبدالكريم الخضير من إذاعة القرآن، وكان محافظا على الاستماع إليه.

موقفه من الشدائد

مرّت به في حياته الإصلاحية قلاقل ومُزعجات تستفزّ المهتمّ بالإصلاح والدعوة إلى الله، فكان، رحمه الله، مع غيرته الكبيرة مستقرّ النفس، ثابت الخُطى، لم تستزلّه تلك الشدائد ـ بحمد الله وتوفيقه ـ إلى تهوّر وعَجَلة، ولا إلى تهاون وتخلٍّ عن حمل الرسالة وأداء النصيحة لدين الله، وأحسب أن ذلك ـ بعد توفيق الله ـ يعود إلى أمريْن كانا واضحين كل الوضوح في سيرته:

المسؤولية منوطة بالاستطاعة

أوّلهما: أنه يرى أن الإنسان مسؤول أمام الله تعالى عما يقدر عليه من الإصلاح، فعليه أن يكون تركيزه واهتمامه محصورا في دائرة تأثيره، وليس الإنسان مسؤولا عن أفعال الناس ولا محاسَبا عن استجابتهم، ومتى اتّضح هذا الأمر في تصوّر المصلِح انزاح عنه همّ كبير، وعلم أنه ليس مطالَبا بالاندفاع واتخاذ المواقف غير المدروسة، ولا مطالَبا أيضا بالتنازل وتطويع تعاليم الدين لتلائم أذواق الناس وشهواتهم، وهذا الأمر أحسبه من أسباب ثباته على منهجه.

النظر المنضبط الى القدَر

الأمر الثاني: أنه كان ينظر دائما إلى جانب القَدَر، فما نكرهه (من وقوع المنكرات أو المآسي على المسلمين) لم يقع إلا بتقدير الله تعالى، وله الحكمة البالغة في ذلك، وهو سبحانه قدير على رفعه لو شاء، لكنه يبتلي عباده، فيرفع درجة الثابتين والصابرين والمتقين والتائبين. وفي وقوعه خير لا يحصل لو لم يقع، وهذا الشعور ينشر في نفس المؤمن السكينة والطمأنينة، ويزيح عنها الخوف من المستقبل، والأسف على الماضي، ويجعل تركيزه منصبّا على ما يقدر عليه من الإصلاح لنفسه ولغيره، في طمأنينة وسكينة وحسن ظن في الله تعالى، وعدم إخلال بالجوانب الأخرى، كجانب العبادة وطلب العلم وحقوق الأهل وغير ذلك.

هذان الأمران من أكبر معالم الإصلاح في نظري في سيرة الوالد، رحمه الله.

جهده في النصح العام

واعتقلته السلطات السعودية في سبتمبر 2016، على خلفية خطاب نصيحة سري وجهه للديوان الملكي منتقدا لبعض البنود في رؤية (2030)، وتم احتجازه في سجن “الملز” السيئ السمعة.

وكان الشيخ “القاضي” قد وجه رسالة مناصحة قبل ذلك في (2013) إلى وزير التربية السعودي آنذاك، معترضًا على سياسة الوزارة في تعليم الفتيات، وعنوانها “ذوات الخدور وصهوات الخيول”.

ولا ينسى كل من حضر جيل الصحوة، مشهد الشيخ “القاضي” في إحدى دورات معرض الرياض للكتاب، حين وقف أمام الكاميرات ممسكًا كتابا بيديه منتقدًا وجوده وسط الكتب المعروضة لما يحتويه من إساءات للذات الإلهية، ولم يفتّ في عضده التواجد الأمني أو حضور كبار المسئولين، بل قال كلمته مدوية وصدح بالحق.

سماتٌ خُلقية

وكان، رحمه الله، حافظا للسانه، لا يُسمع منه غِيبة أو وقيعة في أحد، كبيرٍ ولا صغير، ولا عالمٍ ولا أمير. وكان يُحسن الظن في العلماء، وكان ورعُه أكثر ما يظهر في منطقه، فكان قليل الكلام طويل الصمت، ولا يتكلم في شؤون الناس العامة إلا بما تترجح مصلحته، فإذا تكلم تجنّب الكلام في الأشخاص، وإذا تكلم أحد عنده في أحد بسوء قاطعه قائلا: “اللهم اغفر لنا وله..!”.

وكان باذلا لما يستطيع من العلم والرأي والنصح، فكان يُجيب من طلب منه إلقاء كلمة أو موعظة أو زيارة، ولا يردّ من يطلب منه إفادة أو تعليما إذا قدِر، وكان يأتيه كل يوم بعد صلاة الفجر في مسجده طلبة علم يقرؤون عليه بعض الكتب.

كان يبذل النصيحة للناس كلهم، ولا يكاد يسكت عن إنكار منكر رآه أو علم به وهو يقدر على إنكاره، حتى المنكرات التي اعتادها الناس وألِفوها مثل حلق اللحية، وكانت نصيحته غالبا في غاية اللطف، لكنه كان يغضب ويشتدّ في المواقف التي يرى فيها استهانة بشعائر الله تعالى وحدوده.

إذا أردتُ أن أُدخل السرور عليه حدّثته بأخبار عن انتشار الإسلام وظهور السنة ونجاح الدعاة إلى الله، فيفرح بها كثيرا ويُكثر من حمد الله.

ومن أكثر الأمور حزنا له: خبر موت أحد من الصالحين، الرجال أو النساء، ولو كان من العوام والمغمورين، فيسترجع، وكان يرى في وجودهم ودعائهم خيرا عامّا للمسلمين.

وكان يحرص جدا على الدعاء للمسلمين بالخير، ويوصي بهذا كثيرا، ويقول: “الناس لا يعلمون قدر الدعاء..!” وكان كثير الدعاء، وإذا سمع بخبر سار أو غير سار للمسلمين قابَل ذلك بالدعاء للمسلمين بالخير وحسن العاقبة.

كان، رحمه الله، قليل التشكّي، صبورا على البلاء، يكتم ما به، ولم يكن من عادته الذهاب إلى الطبيب عند المرض، بل يصبر ويداوِي نفسه بالرقية والدعاء والأدوية الطبيعية المتيسرة، يفعل ذلك تفويضا وتسليما لأمر الله تعالى.

قالوا عنه وفي رثائه

“أ.د/ ناصر العمر” الذي قال وقت القبض عليه:

“عرفت أخانا فضيلة الشيخ “فهد بن سليمان القاضي” مثالاً بطالب العلم الغيور على دينه وبلده، قائمًا بالاحتساب، موجهًا طلابه للأخذ بالرفق والحكمة”.

بينما قال “د.محمد البراك” عنه:

“الشيخ فهد القاضي.. عرفتُه عن قرب، قَلَّ أن ترى له نظيرًا في العبادة والاستقامة والخُلق؛ أحسبه من أولياء الله المخبِتين ولا أزكيه على الله”.

وغرد “أ.د/ يوسف الشبيلي” قائلاً:

“الشيخ الفاضل “فهد القاضي” من خيرة من عرفت تعقلاً وحكمة ورفقًا في الإصلاح، وإيقافه وأمثاله سيفتح الطريق للمتهورين من الشباب المتحمسين”.

والناشط “خالد الخليوي”:

“اعتقال الشيخ “فهد القاضي”، ليس الخوف على الشيخ ـ بحمد الله ـ وإنما الخوف على من اعتقله من حرب الله له.. أو سكت عن اعتقاله، وهو قادر على نصره”.

وغرد أحد تلاميذه ويُدعى “أحمد بن كريم الشمري” قائلاً:

“من عام (1416هـ) عندما كنت طالبًا عند الشيخ في الثانوية إلى اليوم، أقسم بالله لم تر عيني أصدق لهجة، ولا أسرع دمعة، ولا أزهد في الدنيا، ولا أكثر عبادة، ولا أحرص على صلاح أمته، ولا أشجع في الحق، ولا أكثر تواضعًا للخلق منه”.

وفاته .. رحمه الله

وفي آخر أيامه أصابه شيء من التعب لم يشعر به إلا بعض القريبين منه، ثم ظهر مرضه قبل موته بثلاثة أيام، فأراده أصحابه والذين معه على أن يذهب إلى الطبيب فأبى، تسليما وتفويضا لله تعالى، فلما اشتد مرضه وذلك قبل موته بليلة واحدة حملوه إلى الطبيب، ثم نقل إلى مستشفى الشميسي، فوُجد أن فيه التهابا رئويا حادا، فوضع في غرفة العناية المركزة، وبقي فيها أربعا وعشرين ساعة، ثم توفاه الله تعالى.

…………………………………

المصدر:

  • كتبه على عجل ابنه عبد الله يوم الجمعة (18) ربيع الأول عام 1441 هـ.

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة