كلما قرعت أسماعَ المسلمين زيارةُ صهيوني مجرم من الكيان الصهيوني، لأرض إسلامية؛ كلما عُلم مقدار السوس الذي ينخر في عظامنا، ومقدار الخطر الذي يدب عبر حكامٍ أخزاهم الله.

الخبر

“كشف الناطق بلسان الخارجية الصهيونية الإسرائيلية، في تغريدة على “تويتر” الإثنين، أن وزير الخارجية الصهيوني “يسرائيل كاتس” قام، الأحد (30/6/2019)، بزيارة لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أجرى لقاءات مع مسؤولين فيها.

بدوره، نشر الصهيوني “كاتس” على “تويتر” صورا له في مواقع مختلفة من الإمارات.

وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، في هذا السياق، إلى أن كاتس شارك في أعمال مؤتمر وكالة الأمم المتحدة لشؤون البيئة في أبوظبي، وعقد لقاءات مع مسؤولين إماراتيين عرض عليهم مجددا مقترح إسرائيل مد شبكة مواصلات من خلال سكة الحجاز بلاد الشام عبر الأردن والسعودية، وصولا إلى باقي دول الخليج.

وقد طرح مبادرة “مسارات السلام الإقليمي” التي تشمل ربط المجالين الاقتصادي والإستراتيجي بين السعودية ودول الخليج عبر الأردن بشبكة السكك الحديدية في إسرائيل.

وناقش “تغلغل النفوذ الإيراني بالشرق الأوسط وسبل مكافحة التهديد الإيراني”.

ونقلت الصحيفة عن الوزير الإسرائيلي قوله إنه “منفعل” من زيارة أبوظبي، حيث قال “ترافقني مشاعر جياشة الوقوف في أبو ظبي لتمثيل مصالح إسرائيل مع دول الخليج العربي”.

وأضاف الوزير “نتحدث عن قفزة نوعية بالعلاقات بين إسرائيل ودول المنطقة” والفرصة لعرض مصالح إسرائيل أمام مندوبين عرب، وتطور العلاقات بين إسرائيل ودول عربية”. (1العربي الجديد، 1/7/2019، على الرابط:
وزير الخارجية الإسرائيلي يزور أبوظبي ويلتقي مسؤولين إماراتيين
الجزيرة، 1/7/2019، على الرابط:
قطار التطبيع يواصل مسيرته.. وزير الخارجية الإسرائيلي في أبو ظبي
)

التعليق

كلما دبّت قدم لصهيوني في بلاد المسلمين كلما انتقصت من كرامة هذه الأمة، وأعلنت خيانة من استقدمه أو رَضِي بقدومه.

تتابُع أخبار الخيانات، يلقيها الخونة في الخليج كما في تونس وغيرها، كما في مصر والأردن، يلقونها تباعا في ثقة وارتفاع للنبرة يوما بعد يوم، يرومون بها تذويب فروق العقيدة والدين، والتاريخ وجرائمه.

تتمثل الخيانات بالاعتراف بهؤلاء المغتصبين لجزء من الأمة الإسلامية، يحرم على الأمة إقرار الكفار عليها حيث يجب الاسترداد. واستردادُ هذا الجزء وطرد الكفار عنه واجب عيْن على الأمة كبيرها وصغيرها، ذكرها وأنثاها، غنيها وفقيرها. وهو واجب قائم الى يوم الدين. ولا تبديل لحكم الله وكلماته. تقدس ربنا.

تتحجج دول “الطوق” بأنها “مرغمة” على عقد اتفاقيات مع العدو الصهيوني؛ لكن يلفت نظرك أنهم مستمتعون بهذا الإرغام..! ويطالبون بالمزيد، وأنهم استكانوا له بل مالوا، ورأوا أنه الحليف المناسب ضد أعداء مخترَعين.

وكأن هؤلاء الأعداء المخترعين مصممون خصوصا لمزيد من التلاحم الصهيوني العلماني ـ بما يستتبعه من جماهير غافلة أو مَن نافق منهم ـ مرة بالعداء للتطرف، وعند التفسير إذ به الإسلام الذي يستهدف إقامة الشريعة والهوية والجهاد لطرد العدو الجاثم على صدر الأمة.

وتارة بالعداء الصفوي الرافضي، وبرغم أنه عداء حقيقي إلا أن من يطبّع مع العدو الصهيوني تحت هذا الزعم له علاقات دافئة وحيوية مع الإيرانيين أنفسهم، تجاريا واقتصاديا ومشاريع وشركات عملاقة. كأن المقصود اللافتة فقط ليتم تحتها ما يراد.

وهنا جاء دور دول الخليج التي لا حدود لها مع العدو الصهيوني ولا مصالح مشتركة ولا مضار ناتجة مباشرة عن رفضهم له. لكن نشاهد هنا التتابع في السقوط نحو الصهاينة تحت لافتات وعناوين وأسباب متنوعة..

للتبعية للغرب الصليبي دوْر. ولأنهم عبيد سيدفعون الأموال كما يأمرهم سيدهم دوْر. ولفجورهم وميل قلوبهم نحو الكافرين دوْر. ولبغضهم للإسلام ونفاقهم دوْر. ولانهزامهم أمام القوة الغالبة دوْر.

ولشكهم في دينهم ووعد ربهم دوْر؛ إذ يرون أن القوة الظاهرة هي الصهاينة ومن ورائهم الغرب، ويرون أن المستقبل لهذه القوى وأنها في صعود، فيستكينون للكافرين ويركنون اليهم.

بينما نرى ـ نحن المسلمين ـ هذه القوى في هبوط وسفول، ونوقن أن الله تعالى منجزٌ وعده ومظهرٌ دينه ومتمٌ أمره، وأن ما تمر به الأمة هي عثرات عابرة لا دوام لها، وأن علو الباطل لا علو استقرار ـ فإن هذا سوء ظن بالله تعالى ـ ولكنه علو مؤقت وعابر؛ فالحياة تتقلب بالناس، وما يملكونه في حياتهم وحياة الأمم قليل في جانب ما في يد الله تعالى من تقدير وأحداث.

كلما سمع الخونة المجرمون مثل هذا الخطاب الذي سطرناه صاحوا بالإنكار كما قال تعالى في أسلافهم ﴿إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ﴾. والرد عليهم هو ما أخبر الله تعالى في الآية نفسها: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.

ففي هذا الطريق لا بد من التوكل؛ التوكل في التصديق بوعد الله، وفي رفض الباطل وفي عدم الانكسار مهما طال الأمد أو توالت الأيام في انتفاخ الباطل، والتوكل في العمل والمواجهة، والتوكل في مقابلة الباطل بالحق وقذفه به.

إن الباطل خفيف وبيء؛ يحمل معه كل خفيف النفس سريع التوقان للدنيا ومُلكها بالباطل، لكن العاقبة وبيئةٌ مهلكة تستدر اللعنات وتُبقي الحسرات. وأما الحق فثقيل لكنه مريء العاقبة، وئيد الخُطى لكنه الى عز وشرف.

الأول سريع السقوط؛ أما الحق فبناء وسمو واستقرار الى يوم القيامة .. ثم يدوم ملك أهله في الدنيا، وهم في الجنة مُلوك.

………………………………

هوامش:

  1. العربي الجديد، 1/7/2019، على الرابط:
    وزير الخارجية الإسرائيلي يزور أبوظبي ويلتقي مسؤولين إماراتيين
    الجزيرة، 1/7/2019، على الرابط:
    قطار التطبيع يواصل مسيرته.. وزير الخارجية الإسرائيلي في أبو ظبي

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة