يطمع أهل الباطل من عقائد وثنية وصليبية وملحدين وغيرهم، في فترات ضعف المسلمين أن يقتنصوا منهم نصيبا الى النار، عقائد مخرفة لا تنبت إلا في الخراب والخرائب، تزيد المسلم يقينا وتعلن حاجة الحياة الى الإسلام.

الخبر

“انشرت الديانة الزرادشتية تاريخيا حتى وصلت إلى الهند، وكانت الدين الرسمي لثلاث سلالات فارسية حتى القرن السابع الميلادي. وسرعان ما تراجعت مع ظهور الإسلام واختفت في العراق. لكن الزرادشتية انتعشت على نحو غير متوقع في المنطقة الكردية بالعراق.

وتشير “آوات طيب”، المؤسسة المشاركة لمنظمة ياسنا التي تروج لنشر الزرادشتية في كردستان منذ عام (2014) وأيضا ممثلة الديانة في حكومة كردستان، إلى أن زهاء (15) ألفا سجلوا أنفسهم في المنظمة حتى الآن. وقالت إن معظم هؤلاء من الأكراد لكن هناك عربا ومسيحيين أيضا بين المنضوين تحت لوائها.

ولعدم وجود مكان لممارسة طقوسهم، يأمل الزرادشتيون في دهوك في تنامي أعدادهم ليتسنى لهم فتح معبد في مكان آخر”. (1موقع SWI عن “رويترز”: الزرادشتية تعود للانتشار في شمال العراق لكن لا تزال تمثل وصمة)

التعليق

لا ينتشر هذا الباطل، ولا تلك العقائد المندثرة والمتهافتة والتي لم تثبت أمام الإسلام في السابق؛ لا تنتشر اليوم إلا في لحظات الخراب الذي يقوم به الكفار، ففي لحظات الهزيمة تنبت أشواك طارئة ويربو عفن مؤقت.

في مصر وعقب انقلاب العسكر عام (2013م) نشط النصارى للتنصير تحت مسمى (التبشير) ـ بنار جهنم ـ وقبلها كان يدخل النصارى يوميا العشرات في دين الله، بل والى اليوم ورغم الضعف يتسربون من هذا الضلال متجهين الى الإسلام. لكن في لحظات عابرة يتجرأ البعض أن يتقدم نحو الليث وقد كان من قبل هيّابا، ويخرج جرذان من جحورهم وقد كانوا لا يُحسنون إلا المجارير والمزابل..! لكن مع الطغاة تنقلب الأمور حينا، حتى ترى ثمة فورة لمختلف الخبل والشركيات. وهي فورة مؤقتة يُظهر الله بها باطلهم وخواءه وتفاهته، وهامشيته من الحياة ومن الحق ومن الوجود. وأن انتفاشتهم أشبه بعفن مؤقت وذباب طاريء.

إننا أوردنا هذا الخبر لأمرين:

أولهما: بيان متى تتحرك مثل هذه العقائد ويكون لها صدى، ودلالة اقتران ظهورها بالضعف والخراب المؤقت على بطلانها.

وثانيهما: أن هناك من ينفخ فيها ويذكر أخبارها ليوهن المسلمين، بأخبار ينفخ فيها منافقون يريدون لها الانتشار للنَيْل من عزائم المسلمين. وهيهات؛ فإن هذا الدين نور يفلق الظلام وحياة تفلق الموت وسيف يفلق الباطل وسيل يفلق الصخر ويشق طريقه ليروي ظمأ الخلق.

كلما ظهرت هذه المظاهر المكذوبة والخادعة ظهر حسن الإسلام ورونق رياضِه. والله تعالى غالب على أمره. فبرغم ضعف المسلمين لم يفلح النصارى ولا الوثنيون، وإنما اقتطع الشيطان نصيبا ممن كُتبت له الشقاوة من قبل ﴿فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ * مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ * إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ﴾ (الصافات: 161-163)، ﴿وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (سبأ: 20)، وما أعظم وأزكى وأطهر فريق المؤمنين.

فلا يوهن المسلمين مثل هذه الأخبار المقصودة عن خبث ومكر، بل يعرفون بها عفن الباطل وميعاد ظهوره، ويعرفون بها ضرورة أن يأتي الإسلام لينظف هذه المزابل ويجلو الحياة.

خاتمة

يجب ألا ينسى المسلمون البيئة التي خرّبها شيوعيوا الأكراد وملاحدتُهم، ومعاداتهم للإسلام، لأنه يمنعهم من تفتيت بلاد المسلمين، ولأنه يضم الأكراد الى أمتهم المسلمة كأحد مكوناتها العزيزة والكريمة على المسلمين، ولكن هؤلاء المجرمون يجرّفون المسلمين الأكراد من الإسلام ليخلو لهم الطريق لإقامة دولة على أساس قومي يُسقط قيمة العقيدة ويقدم القومية ولو كان أصحابها ملحدين أو فجرة أو خونة. وفي ظل ولاء هؤلاء الملاحدة للصهاينة والأمريكيين والروس من أجل حلم دولة قومية تكون رديفا للصهاينة وقواعد للنصارى يرتكبون جرائم معاداة الإسلام.

فما كانت حالة الفراغ تلك إلا عقب جرائم هؤلاء. ولكن ليثقوا أنهم لن يفلحوا ولا يفلحون. وعْدُ ربي ولا يخلف ربي وعده.

……………………………..

هوامش:

  1. موقع SWI عن “رويترز”: الزرادشتية تعود للانتشار في شمال العراق لكن لا تزال تمثل وصمة.

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة