الحمد لله نحن في حالة جيدة حتى الآن، ونحن راضون عن الله ونسأل الله أن يرضى عنا. النظام الإسلامي هو النظام الشرعي الحاكم الآن وحقوق المسلمين مصونة تحت ظله. هناك سلام وأمن مستقر ورخاء في وطننا.
الذكرى الثالثة لتحرير أفغانستان
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى. أما بعد:
أيها العلماء الكرام، والإخوة المجاهدون المخلصون لدين الله، وجميع المشاركين والحضور الكريم في هذا الاجتماع، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أهنئكم جميعًا بهذا النصر والنجاح الكبير. نبارك لكم ولجميع المسلمين هذا النصر والفتح. تقبل الله تضحيات جميع المجاهدين وشهادة الشهداء من المسلمين. تقبل الله جهودكم وجهود كل المخلصين والأتقياء الذين ساروا على هذا الدرب وبذلوا جهودهم لتحقيق الحرية.
أسأل الله أن يجعل هذا اليوم يوم بركة وفتح ونصر مبين، وأن يكون سببًا لفلاح المسلمين ونجاتهم. وكما حرر الله مسلمي أفغانستان من ظلم الكفر واحتلاله، أسأل الله أن يحرر جميع مسلمي العالم من ظلم الكفار ووحشيتهم وعدوانهم.
وكما نصر الله مسلمي أفغانستان، نسأل الله أن يوفق جميع المسلمين للنصر في كل مكان.
وما النصر إلا من عند الله
أيها الإخوة الكرام، الحرية نعمة كبيرة وعظيمة من الله، ويجب علينا أن نحافظ على هذه النعمة. حفظ النعمة يكون بشكر الله تعالى والتوجه إليه. فالتمسوا رضوان الله واحذروا سخطه. طبقوا شرع الله، فواجبنا هو تنفيذ شرع الله في الأرض.
أيها الإخوة: لقد أعاننا الله في مثل هذا اليوم، ويجب علينا أن نقوم بأداء حقوق الله تعالى وشكره على منته وعظيم إحسانه. لا نغضب الله تعالى، ونتقيد بعهوده. وأن نكون أوفياء مع الله كما صدق الله وعده لنا “إن تنصر الله ينصركم”، يجب أن نكون في عون دين الله ونصرته، كما أعاننا الله على النصر.
أيها الإخوة: مسؤوليتنا هي تحكيم الدين، وتنفيذ الدين حتى الموت، هذه مسؤوليتنا وهذه ليست مسؤولية مؤقتة فطالما كنا على قيد الحياة سنطبق شرع الله على أنفسنا وعلى الآخرين، نسأل الله أن يهدينا ويهدي الآخرين بنا ويصلحنا ويصلح الآخرين بنا وأن يجعلنا سببا في إصلاح عباده ونسأل الله تعالى أن يديم علينا نعمة هذه الحرية .
أيها الإخوة: لقد كان الجهاد والكفاح والنضال ناجحا، ولنا تجارب في أفغانستان عندما قدم المجاهدون تضحياتهم في عهد الاحتلال السوفيتي. تقبل الله تضحياتهم وأكرمهم بالنصر. ولكن عند قدوم الفرج، تغيرت الأوضاع، ويجب أن نحذر من الفشل في فترة اليسر بعد النجاح في العسر.
احذروا حب المناصب والجاه والدنيا
الحمد لله نحن في حالة جيدة حتى الآن، ونحن راضون عن الله ونسأل الله أن يرضى عنا. النظام الإسلامي هو النظام الشرعي الحاكم الآن وحقوق المسلمين مصونة تحت ظله. هناك سلام وأمن مستقر ورخاء في وطننا.
نعيش اليوم في أمن واستقرار في كل أنحاء أفغانستان. جزى الله خيرًا كل المجاهدين الذين جلبوا الأمن إلى أفغانستان، فهم السبب الظاهري، لكن في الحقيقة هذا الأمن هو من عند الله سبحانه وتعالى.
الحمد لله على هذه النعمة، والجهود تبذل من أجل النظام الإسلامي والشريعة، والنظام الإسلامي يزداد قوة يومًا بعد يوم. أطلب من جميع المجاهدين والإخوة المسلمين ألا يتهاونوا في أداء مهامهم، لأن فقدان الحرية يرجع للإهمال. انتبهوا لشرع الله وحدوده، ولا تضعوا في قلوبكم حب المناصب والجاه والدنيا.
المسلمون أمة واحدة..الإسلام هويتنا وشريعتنا
أيها الإخوة: لا تتنافسوا على المناصب كما تنافس الذين قبلكم فبدأوا الحروب وشكلوا المجموعات والجماعات وبدأت القومية والإقليمية والتبعيض، وشكل كل فرد حكومته الخاصة، ابتعدوا عن هذه الأمور ووطدوا علاقاتكم ولينوا فيما بينكم، لأن في ذلك رضا الله ورضا الشعب. لا تجعلوا المودة والعداء على أساس القرابة، فإن الله يقول لنبي من أنبيائه: “إنه ليس من أهلك” لما فسد عمل ابنه وخرج عن طاعة الله، وهذا الأمر من أعلى درجات الإيمان أن يوالي في الله ويعادي في الله، فاجعلوا هذه الصفة في أنفسكم وافعلوا كل شيء لله وفي سبيله، لا تجعلوا حب القوة والجاه في أنفسكم وابتعدوا عن حب القومية، ولا يجوز أن يكون بينكم الانحياز المناطقي والجهوي، فلا يصح أن تقولوا: هو من الشمال وهو من الجنوب وهو من الشرق وهو من الغرب، لا يصح أن تكون مثل هذه الأفكار عندكم: هذا فارسي وهذا بشتوني وذاك طاجيكي وهذا أزبكي وهذا بولوشي.
أيها الإخوة: اجعلوا الإسلام والتقوى معيار علاقتكم، وحافظوا على الأخوة بينكم كما أمركم الله: “إنما المؤمنون إخوة”. إذا بقيتم على نهج الشريعة، فسيبقي الله تعالى هذا النظام إن شاء الله. اعتنوا بتطبيق النظام الإسلامي في بيوتكم وقراكم وعلى أصدقائكم وأقاربكم، وحققوا العدالة.
العدل هو أساس استمرار الدولة وقوتها
أيها المجاهدون والعلماء والقضاة وجميع الحضور، إذا كان هذا النظام الإسلامي قائمًا على العدل ويقضي بين الناس بالعدل، فإنه سيظل قائمًا حتى يوم القيامة. أما إذا لم يُحكم بالعدل، فسيتعرض النظام للزوال. لا فرق بين الغني والفقير في الحكم، وإذا وقع الظلم ولم يكن هناك من ينكره، فإن هذا النظام سيتداعى. إذا كان كل شيء يُجرى بالواسطة والعلاقات، واهتممنا بأمور الأقوياء وأصحاب الواسطات، في حين تُهمل حقوق الفقراء، فستتدمر العدالة ولن يبقى هذا النظام.
لذا، افعلوا كل ما في وسعكم لتقدير وخدمة الفقراء، فهم من ظلموا حقًا. قدروهم وأكرموهم، واعلموا أن أفغانستان هي موطن المضطهدين، الشهداء، والجرحى. لا يوجد بيت في أفغانستان لم يصبه الحزن؛ كل بيت فيه شهيد أو جريح أو سجين. كل من يعيش هنا هم من المضطهدين والمنكوبين، فاخدموهم واهتموا بهم واحترموهم.
انتبهوا للفقراء والأيتام
أيها الإخوة: قد منحكم الله اليوم نجاحًا عظيمًا لم يكن يتوقعه أحد. لم يكن من المتوقع اقتلاع كل الشرور والفساد الذي زرعه الاحتلال دفعة واحدة، ولكن مع نهاية الاحتلال انتهى الإجرام. الحمد لله، فقد اختفى الشر بطرد الاحتلال وكل ذلك بفضل الله وقوته. فاحمدوا الله واسجدوا له، وارحموا هؤلاء المسلمين الذين عانوا من فضائع الاحتلال على مدى أربعة وعشرين أو خمسة وأربعين عامًا. عانوا من الظلم والنزوح والألم، وحان الوقت لتضميد جراحهم.
فلنعمل على خدمتهم، ونسأل الله التوفيق في تقديم المساعدة لهم في دنياهم ودينهم. أولاً، قدموا خدمة لدينهم، وعلموا أولادهم العلم والإسلام. يجب على الجميع أن يتولى مسؤولية خدمة الدين والإسلام. وفي الخطوة الثانية، قدموا لهم الخدمات الاقتصادية، وحافظوا على أموال المسلمين، ووزعوها على الأيتام والفقراء، وتفقدوا أحوالهم. أسأل الله أن يديم هذه الحرية، وأن يثبت المسلمين على هذا النهج.
الدعاء بالتوفيق والثبات
أيها الإخوة، ادعوا لمسؤوليكم ولولاة أموركم في صلواتكم. قولوا: “اللهم ثبت مسؤولينا، وارزقهم الاستقامة في تحكيم النظام الإسلامي، ولا تجعل في قلوبهم حب المنصب، ولا حب الدنيا، ولا غلًّا للذين آمنوا. واجعل في قلوبهم حبك وحب دينك وحب العدل، وحب خدمة الشريعة الإسلامية وخدمة الناس.”
ادعوا لي أيضًا بصلاح أمري بينكم. قرأت في كتاب “الدر المختار” الذي يقرأه العلماء هنا، وقد ذكر فيه أنه يجب على الرعية الدعاء لقادتهم وولاة أمورهم وأمرائهم. ومن لم يدعُ لهم يأثم. كما تدعون لوالديكم، فقولوا: “اللهم يا مقلب القلوب، ثبت قلوب ولاة أمورنا على دينك وحبك وطاعتك، وثبت أميرنا، واجعل العدل في قلبه.”
لا سمح الله، إذا تحولت قلوب المسؤولين إلى جانب آخر، فسيتعرض الأمة كلها للهلاك. كما ندعو لأبي بكر الصديق، وعمر، وعثمان، وعلي، والحسنين، وفاطمة رضي الله عنهم أجمعين في خطبة الجمعة، فنحن أحوج لدعائكم. نحن حكام آخر الزمان وقادته، ونحن ضعفاء في العلم والتقوى، ولا نستطيع التحرك بدون دعوات المسلمين. ادعوا لجميع المسؤولين بالإخلاص، وأن يستقيم حالهم، وتثبت قلوبهم على دين الله وطاعته. إذا تحولت قلوبهم إلى الجانب الآخر، فسنواجه مصيرًا سيئًا للغاية كما حدث من قبل.
تقبل الله لقائكم وجمعكم، وفي النهاية أهنئكم مرة أخرى، وأهنئ العلماء وجميع الأفغان والمسلمين كافة. بارك الله في جميع الحاضرين في هذا الاجتماع والحفل المبارك. بارك الله في المسلمين في جميع أنحاء العالم. ادعوا الله بالفرج لإخوانكم في فلسطين.
اللهم حرر المسلمين في فلسطين من بطش اليهود، وافتح لهم فتحًا مبينًا. نسأل الله أن يحرر أرض فلسطين من الأعداء كما حرر بلاد أفغانستان. نسأل الله أن يحرر المسجد الأقصى وبيت المقدس، وأن نشهد فتحه وانتصاره. نسأل الله أن يعاقب إسرائيل بعقابه الشديد كما عاقب فرعون ونمرود وشداد ابن عاد، وأن يحفظ جميع المسلمين من بطش الظالمين ومكرهم وكيدهم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
اقرأ أيضا
تهنئة وذكرى في انتصارات طالبان
طالبان في أفغانستان انتصار في زمن الانكسار.. معالم رئيسة
حالة أفغانستان بعد عامين من الانتصار