كلما طال الطريق وكثرت الضغوط، تسلل الريب الى بعض القلوب، وتلفتت للبحث عن مخرج للتفلت، فأعرضت عن أهدافها الكبرى التي انطلقت في البداية من أجلها وحاولت اعتماد أهداف أصغر، أقل كلفة وأخف حملا..

هكذا يبدو، ولكن هو خسران الطريق بهذه المزالق حيث لا يدرون الى أين يكون مرساها..؟!! وهذا المقال يتناول الأعذار والحجج والعلاج إن شاء الله لهذه المزالق..

قيمة الحركة الاسلامية المعاصرة، والأهداف الكبرى(1)

فإن الراصد لواقع الحركات الإسلامية، الذين هم قلب الأمة النابض بسرّ الحياة، ودليلها الناصح إلى جنتي الدنيا والآخرة، يشهد ـ في الأعم الأكثر ـ تراجعا ملحوظا على مستوى الأهداف الكبرى المرفوعة للعاملين للإسلام ابتداء، ولمجموع الأمة بالتبع.
والمقارنة بين طرح الدعاة قبل عشرين عاما، وبين طرح الدعاة اليوم ـ سواء أكانوا هم أنفسهم، أم غيرهم ـ لا يترك مجالا للشك في هذه الملحوظة .

ثم إنه لمّا كان من أخص خصائص العمل الإسلامي، تعبيره عن الوحي المنزل من السماء، واستعلاؤه على ما يرفضه الشرع من واقع، مهما بدا ثقيلا في حسّ أهل الأرض؛ وراثةً لدور الأنبياء عموما، واستلهاما لسيرة إمامهم وخاتمهم محمد، صلى الله عليه وسلم، وصحابته الأبرار، رضوان الله عليهم، خصوصا .

لما كان الأمر كذلك، كان واجبا علينا أن نتناصح ـ ونحن أبناء العمل الإسلامي، منذ ربع قرن من عمر الزمن ـ وأن يكون ذلك التناصح منطلقا من معاني الوحي، إذ عنه ينبع كل هدى وخير. ولهذا.. جاءت هذه الكلمات.

[اقرأ: وصية للحذر من بيع الدين]

تحذير القرآن من الاستخفاف وعدم اليقين

الصبر والثبات واليقين

قد يطول الطريق حينا فيفكر البعض في التراجع، وهنا يأتي دور اليقين، ورد تسرب شبهات من لا يوقنون حتى لا يكون لهم تأثير على القلوب.. يقول سيد قطب رحمه الله:

“﴿فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون﴾. إنه الصبر وسيلة المؤمنين في الطريق الطويل الشائك الذي قد يبدو أحيانا بلا نهاية، والثقة بوعد الله الحق، والثبات بلا قلق ولا زعزعة ولا حيرة ولا شكوك..

الصبر والثقة والثبات على الرغم من اضطراب الآخرين ومن تكذيبهم للحق وشكهم في وعد الله؛ ذلك أنهم محجوبون عن العلم، محرومون من أسباب اليقين.

فأما المؤمنون الواصلون الممسكون بحبل الله فطريقهم هو طريق الصبر والثقة واليقين مهما يطل هذا الطريق، ومهما تحتجب نهايته وراء الضباب والغيوم..”(2)

[اقرأ عن: الثبات ودروس من سورة البروج

الأهداف الكبرى

إن أهدافاً شرعية كبرى، كهداية العالَم، وتحكيم الشريعة، وإقامة الخلافة، ونصرة المستضعفين، وتحرير المقدسات خاصة، والثغور الإسلامية عامة.

إن هذه الأهداف لا يمكن أن يتم تهميشها في حسّ أجيال المنتسبين إلى العمل الإسلامي، بل وأطياف الأمة المسلمة، كما يحدث الآن من طائفة متصدرة من أهل العلم وقادة الدعوة؛ اكتفاء بموعظة بليغة، أو رضا بتعليم مفيد، أو قياما بخدمة خيرية..

حيث يجمعها أنها خارج دائرة الاشتباك مع الباطل وأهله، أو أن فيها تسويغا لقدْرٍ من التعايش مع الباطل وأهله.

أعذار وحجج التنازل عن الأهداف الكبرى

 

إن أعذارهم وحججهم تكاد تنحصر في:

1- تعظيم التضحيات

الاعتبار بالتضحيات الكبيرة التي قدمت خلال عشرات من السنين ماضية، والتي لم تكافئها النتائج المرجوة.

والشريعة تعتبِر مآلات الأفعال، وتوازِن بين المصالح والمفاسد، فما كانت مفسدته غالبةً لم يكن مشروعا، وإن أُدخل في الشريعة بتأويل ما.

2- المقارنة بين الضعف والتمزق

اللذين يستشريان في الواقع الإسلامي، وبين القوة والتحالف العالمي، والمتزايدَيْن في ظل عولمة العداوة للإسلام ولأمته.

فإنه كلما ازداد هذا الفارق، برجحان كفة الأعداء، كانت حال الاستضعاف أشد، وكانت الأحكام الاستثنائية المترتبة عليه أكثر كمّا، وأشد توكيدا. وهذا من واقعية الشريعة.

3 الدعوة للتقيد بحدود الممكن دون غير الممكن

والذي أدى الاهتمام به سابقاً إلى خسارة الاثنين معاً ـ والبصير من اعتبر، فإن أوامر الشريعة كلها، شرطُها الاستطاعة، إذ لا تكليف إلا بمقدور. فالتعلق بالأهداف الكبرى، تعلُّق بما لا قدرة عليه، بل بما يؤدي إلى حرمان الأمة من الأهداف القريبة التي تحتاج إليها وتنتفع بها.

والتاريخ ـ البعيد والقريب ـ يشهد لهذه الحكمة، ويشهد على سلبيات تجاوزها.

4- التأصيل العلمي الذي يربط بين العلم والعمل

فلا يجب تعليم الناس ما لا يجب عليهم عمله ـ ولا وجوب إلا مع الاستطاعة، كما هو معلوم ـ فلماذا نخوض المعارك، لنشيع علما، لن يعمل به الآن؟!..

في نفس الوقت، الذي تحتاج فيه الأمة إلى كثير من العلم، والذي يُعمَل به.

ألا تحتاج إلى من يعلمها أحكام العبادات، والأخلاق، والمعاملات؟!.. إن هذه مرحلة الإصلاح الداخلي، والبناء الفردي والمجتمعي. وهي مرحلة لا يمكن تجاوزها، للوصول إلى الأهداف المنشودة، وهذا محل اتفاق. فلماذا ننشغل عنها بغيرها..؟!

[اقرأ أيضا: قيومية الله الخاصة لأوليائه]

رد هذه الأعذار

إن هذه الحجج، مع تسليمنا بصحة مقدماتها، بل ومع إحسان الظن بنوايا طائفة من أصحابها، تتمثل مشكلتها في أنها مبنية على خلفية الانكسار والاستضعاف، بسبب معطيات الواقع المؤلمة، وخبرة التاريخ المعاصر.

كما أنها لا تخلو من استعجال الفرَج ـ ولو شيئاً ما ـ فرَجا يتيح لأهل الدعوة حرية نسبية في ممارسة الإصلاح، حتى لا نكون واقفين في طريق مسدود.

إن فكرة تغيير الأهداف بما يتواءم مع حال الاستضعاف، بمعطياتها السابقة، تتسبب في تفويت ثمرات مهمة.

التنازل لا يفيد

إن في التاريخ والتجارب عبرة للتراجع عن الأهداف ويجب أخذ العبرة..

ومرة بعد مرة تصفعنا التجارب المرة، ولكننا لا نفيق.. ومرة بعد مرة نكشف عن المكيدة والمؤامرة؛ تلبس أزياء مختلفة ولكننا لا نعتبر.

ومرة بعد مرة تنفلت ألسنتهم فتنم عن أحقادهم التي لا يذهب بها ود يبذله المسلمون، ولا تغسلها سماحة يعلمها لهم الدين.. ومع ذلك نعود، فنفتح لهم قلوبنا ونتخذ منهم رفقاء في الحياة والطريق!..

وتبلغ بنا المجاملة، أو تبلغ بنا الهزيمة الروحية أن نجاملهم في عقيدتنا فنتحاشى ذكرها، وفي منهج حياتنا فلا نقيمه على أساس الإسلام، وفي تزوير تاريخنا وطمس معالمه كي نتقي فيه ذكر أي صدام كان بين أسلافنا وهؤلاء الأعداء المتربصين! ومن ثم يحل علينا جزاء المخالفين عن أمر الله.

ومن هنا نذل ونضعف ونستخذي. ومن هنا نلقى العنت الذي يوده أعداؤنا لنا، ونلقى الخبال الذي يدسونه في صفوفنا..

وها هو ذا كتاب الله يعلمنا- كما علم الجماعة المسلمة الأولى- كيف نتقي كيدهم، وندفع أذاهم، وننجو من الشر الذي تكنه صدورهم، ويفلت على السنتهم منه شواظ: ﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً. إِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾(3)

[اقرأ: أخذ الله للظالمين حديثا كما في التاريخ الغابر]

الاستهداء بالأهداف الكبرى في المرحلة المكية

لقد قال الله تعالى: ﴿الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّور﴾(4)..

قال ذلك للنبي محمد، صلى الله عليه و سلم، وللمؤمنين معه بالتبع، في مفتتح سورة مكية وهي سورة إبراهيم، عليه السلام.(5)

والشاهد من هذه الآية تلك الرسالة العالمية الواضحة (تغيير حياة كل الناس من كل باطل إلى الحق) واعتماد مرجعية الوحي الذي أنزل لتحقيق هذا (التغيير العالمي) على الرغم من أن أوضاع المؤمنين بمكة كانت غاية في الاستضعاف هذا من ناحية.

وعلى الرغم من أن الممارسة الفعلية للأسباب المباشرة لهذا (التغيير العالمي) تأخرت عن ذلك كثيراً، فمراسلة الملوك المحيطين بالجزيرة ودعوتهم إلى الإسلام، لم تتم إلا بعد صلح الحديبية ـ والذي كان عام 6 ﻫ ـ أما فتح تلك البلاد، فلم يكن إلا بعد انتقاله، صلى الله عليه وسلم، إلى الرفيق الأعلى.
بل لا زالت بلاد من أرض الله، وناس من خلقه عز و جل لم تصبهم رياح هذا التغيير بعد، ولم تفتح لهم أبواب أنواره، وهذا من الناحية الأخرى.

الاستفادة من هزيمة أُحد في المرحلة المدنية

فإن ثمة هزيمة وقعت زمن رسول الله، وزمن وجود الوحي، وكان لها الكثير من المعالجة، والتي كُتب لها البقاء والخلود ليومنا هذا وما يتلوه من أيام..

“تمحيص النفوس، وتمييز الصفوف، وانطلاق الجماعة المسلمة ـ بعد ذلك ـ متحررة من كثير من غبش التصور، وتميع القيم، وتأرجح المشاعر، في الصف المسلم. وذلك بتميز المنافقين في الصف إلى حد كبير، ووضوح سمات النفاق وسمات الصدق، في القول والفعل، وفي الشعور والسلوك.

ووضوح تكاليف الإيمان، وتكاليف الدعوة إليه، والحركة به، ومقتضيات ذلك كله من الاستعداد بالمعرفة، والاستعداد بالتجرد، والاستعداد بالتنظيم، والتزام الطاعة والاتباع بعد هذا كله، والتوكل على الله وحده، في كل خطوة من خطوات الطريق، ورد الأمر إلى الله وحده في النصر والهزيمة، وفي الموت والحياة، وفي كل أمر وفي كل اتجاه.

وكانت هذه الحصيلة الضخمة التي استقرت في الجماعة المسلمة من وراء الأحداث، ومن وراء التوجيهات القرآنية بعد الأحداث، أكبر وأخطر ـ بما لا يقاس ـ من حصيلة النصر والغنيمة.. لو عاد المسلمون من الغزوة بالنصر والغنيمة..

وقد كانت الجماعة المسلمة إذ ذاك أحوج ما تكون لهذه الحصيلة الضخمة..

كانت أحوج إليها ألف مرة من حصيلة النصر والغنيمة. وكان الرصيد الباقي منها للأمة المسلمة في كل جيل أهم وأبقى كذلك من حصيلة النصر والغنيمة.

كان تدبير الله العلوي من وراء هذا الذي وقع وفق سنة الله الجارية…

وليبقى للأمة المسلمة في أجيالها المتعاقبة هذا الرصيد من التجارب والحقائق والتوجيهات التي لا تقدر بثمن. ولو كان هذا الثمن هو النصر والغنيمة! لقد انتهت المعركة في ميدان الأرض، ليبدأها القرآن في ميدانها الأكبر:

ميدان النفس، وميدان الحياة الشاملة للجماعة المسلمة.

وصنع بهذه الجماعة ما تصنعه يد الله، عن علم وعن حكمة، وعن خبرة، وعن بصيرة.

وكان ما شاءه الله وما دبره. وكان فيه الخير العظيم، من وراء الضر والأذى والابتلاء الشاق المرير.”(6)

 من ثمرات التعلق بالأهداف الكبرى

1- أنه يحفظ القلب عن التأثر السلبي بظرف الاستضعاف لواقع مرفوض

فلا يتعايش معه، ولا ينكسر أمامه. وخذ العبرة مما أصاب النصارى، لمّا تأثروا باستضعافهم لواقع وثني، وانكسروا أمامه. فأنتج التعايشُ دينا يحمل اسم النصرانية، وهو متماش ـ في نفس الوقت ـ مع اللوثات الوثنية.

2 وبه يتحرر القلب من وهْم ثبات الأوضاع الباطلة

واستحالة تغييرها، يتحرر بأمل ويقين، يحركان القدمين، لتخطوا الحركة المناسبة في الاتجاه الصحيح. فإن اليائس لا يتحرك، بل يستسلم، أو ينسحب، أو ينتحر، أو يتحرك بضعف وعشوائية، لأنه ـ في قرارة نفسه ـ لن يصل لشيء.

3- يبقى القلب طليقا

فإن أسرت القدمان في ظل لحظة من الزمان، وفي حدود شبر من المكان، يبقى القلب طليقاً مرفرفاً،  عصيّاً على الأسر، يبقى ذا دور وقيمة ـ ولو بجهاد القلب، الذي ليس وراءه من الإيمان حبة خردل ـ مما يحفظ عليه كرامته الإنسانية وإيمانه الصادق.

وهذا الحد الأدنى من المكاسب، ليس بأدنى، بل هو كبير جدا، فإنه لا يسعى للتحرر إلا أحرار النفوس. ولا يغير الحياة، إلا من يغايرها. وهل فتح النبي، صلى الله عليه وسلم، الدنيا إلا بمن هذه أوصافهم..؟!

مغبة التراجع عن الأهداف

ثمة عواقب للتراجع يجب التحسب لها والحذر منها وعرفة مغبة القرارات.. أعظمها:

مخالفة منهج الوحي في علاج الموقف

ما جاء في حديث خباب بن الأرت، رضي الله عنه، قال: أتينا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو متوسد بردة في ظل الكعبة ـ وقد لقينا من المشركين شدة ـ فقلنا: يا رسول الله، ألا تدعو لنا؟ ألا تستنصر لنا؟ فقال: «قد كان مَن قبلكم، يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، ثم يؤتَى بالمنشار فيوضع على رأسه فيُجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه.  والله ليتمّن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون».(7)

فالنبي، صلى الله عليه وسلم، هنا لم يلتفت إلى مشروعية الطلب وهو (الدعاء) إنما الْتفت إلى الباعث وهو (استعجال مخرج ما، تعبا من حال الاستضعاف).
وبالإضافة لهذا التحليل الصادق للمشكلة، بل بالبناء عليه، طرح مشروعاً للعلاج، مكوناً من أمرين:

أولهما: استصغار التضحيات ـ مهما كانت ـ في جنب الله عز وجل

والاستعانة على ذلك بالمقارنة بمن سبق من المؤمنين الصادقين، والذين تحمّلوا أكثر مما تحملنا، وبذلوا أكثر مما بذلنا..

«قد كان مَن قبلكم، يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيُجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه».. ونحن لم نصل إلى هذه الحال بعد..

وليتعظ الواحد منا بموعظة الله تعالى لنبيه، صلى الله عليه وسلم، في مستهل تحميله لأمر هذه الدعوة العظيمة: ﴿وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ﴾(8). فقد قال الحسن البصري:

“لاتمنن بعملك على ربك تستكثره. وكذا قال الربيع بن أنس، واختاره ابن جرير”(9)

فكيف يرى مؤمن مقصّر ـ بعد هذه الموعظة ـ عمله أو تضحيته كثيرةً..؟!

ثانيهما: استحضار تحقق الأهداف المرجوّة

وتعميق الثقة في وعد الله سبحانه بذلك، مهما بدت ظواهر الأسباب غير مؤدية إلى تلكم النتائج..

«والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون».. فأمْر الله سيتم ويظهر قطعا.. وستتبدل حال الاستضعاف هذه.. حتى إنه سيبسط الأمن إلى أطراف جزيرة العرب «من صنعاء إلى حضر موت».. وليس بيننا وبين هذا الوعد الصادق.. إلا بعض الوقت.. «ولكنكم تستعجلون»..

فالمقصود أن تعلق القلب برؤية العين هنا، كان مما عولج به مرض هبوط القلب ـ باقترابه من مستوى القدمين ـ والذي أورثه انزعاجاً واستعجالاً.

وقد كان هذا في أسوأ ظروف الاستضعاف، والتي يطلب الناس فيها «حلاً ما» ليتجاوزوا شدة أوضاعهم. ألا فليتعلم الدعاة والقادة والمربون، من نبيهم، صلى الله عليه وسلم..

وثالثة الأثافي: استصحاب اليقين

استصحاب اليقين الذي وقف به أبو بكر رضي الله عنه.. يقول ابن تيمة في منهاج السنة:

“وقد روي أنه قيل له قد نزل بك ما لو نزل بالجبال لهاضها، وبالبحار لغاضها، وما نراك ضعفت فقال: ما دخل قلبي رعب بعد ليلة الغار، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى حزني – أو كما قال – قال:

لا عليك يا أبا بكر، فإن الله قد تكفل لهذا الأمر بالتمام”(10)

……………………………………………………..

هوامش:

  1. راجع (الاستضعاف وتغيير الأهداف)، أشرف عبد المنعم.
  2. في ظلال القرآن، سورة الروم، آية رقم 60.
  3. في ظلال القرآن، سورة آل عمران، آية رقم 120.
  4. (إبراهيم ـ 1).
  5. تفسير القرطبي (9 /348).
  6. في ظلال القرآن، سورة آل عمران، آية رقم 121ـ 179.
  7. البخاري ( 6/456 ، 7/126) وأبو داود ( 2649) والنسائي (8/204).
  8. (المدثر – 6).
  9. تفسير ابن كثير  (8 /207)، تخريج هاني الحاج، ط: التوفيقية.
  10. منهاج السنة النبوية (8/ 455).

اقرأ أيضا:

  1. كيف أخرج رسول الله للناس خير أمة؟ (2-3) أُطرٌ متعددة وهوية واحدة
  2. كيف أخرج رسول الله خير أمة؟ (3-3) دور القيم .. وأهمية التوازن
  3. مسؤولية الفرد عن انتكاسة الأمة.. (1-2) التكاليف الفردية والجماعية 
  4. مسؤولية الفرد عن انتكاسة الأمة.. (2-2) المسؤولية الفردية والتضامنية

التعليقات غير متاحة