492 – مفهوم 6: إيثار الدنيا والعلم الحقيقي لا يلتقيان
كل من آثر الدنيا من أهل العلم واستحبها فلا بد أن يقول على الله غير الحق في فتاواه وأحكامه؛ لأن أحكام الله عزّ وجلّ كثيرًا ما تأتي على خلاف أغراض الناس، ولا سيما أهل الرياسة منهم، فإذا اتبع العالم شهوة حب الدنيا وأرضى أصحاب الرياسات فسوف يتنازل بسبب ذلك عن كثير من الحق ويضاده؛ قال الله تعالى: (فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٞ وَرِثُواْ ٱلۡكِتَٰبَ يَأۡخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا ٱلۡأَدۡنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغۡفَرُ لَنَا وَإِن يَأۡتِهِمۡ عَرَضٞ مِّثۡلُهُۥ يَأۡخُذُوهُۚ أَلَمۡ يُؤۡخَذۡ عَلَيۡهِم مِّيثَٰقُ ٱلۡكِتَٰبِ أَن لَّا يَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِۗ وَٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ) [الأعراف:169]، فأخبر سبحانه أن أهل العلم من اليهود الذين ورثوا الكتاب أخذوا العرض الأدنى؛ أي: متاع الحياة الدنيا، ولو تكرر لهم ذلك لقدَّموا الدنيا على قول الحق في كل مرة.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445

